هذه المرّة، يعود الكاتبان الشابان إلى المخرج أحمد إبراهيم أحمد، باعتباره شريك النجاح الجماهيري المحلي لتجربتهما الأولى «عناية مشدّدة»، على أن تتوزّع أدوار وأماكن التصوير بين الشام وبيروت. يلعب بطولة العمل كل من: سلاف فواخرجي، وفادي صبيح، ووائل شرف، ويوسف الخال، ويامن الحجلي ويزن الخليل، وحلا رجب، ورامز أسود، ونور صعب، وراشيل نخّول، وحسان مراد، وجوي خوري وفادي إبراهيم. يُجمع صنّاع المسلسل على أنّ الخلطة السورية اللبنانية لم تحقّق هدف اللعبة التسويقية التي تخوّل الشركة البيع للمحطات اللبنانية، وتحصيل رأسمالها وبالتالي الاستمرار في عملية الإنتاج، إنما جاءت وفقاً لتركيبة درامية محكمة، لا تحتاج التبرير.
فالشخصيات تندرج في سياقها المكاني وترتيبها الزماني الصحيح. الحكاية وفق تصريحات كاتبيها تأخذ من الهوى ما يعنيه من حالة الحبّ في أعلى درجاته، ثم تتّجه نحو أمراض فتّاكة تشبه الطاعون الذي اجتاح بلادنا! وفقاً لذلك، يعد الكاتبان بأن تخرج القصة من منطقها الروائي لتصل إلى حالة تشريحية خالصة يسوّرها المزاج التصاعدي والحبكة السلمية، بتحولها لما يشبه مبضع جرّاح يقتحم كواليس المنطقة العربية بأسرها، ويحلّل سبب غياب السعادة عن غالبية البيوت من خلال أربع شخصيات رئيسية هي: شغف (سلاف فواخرجي)، وسوار (وائل شرف) اللذان يجدان نفسيهما وسط دوامة صراعات محتدمة، في مواجهة كريم (يوسف الخال) المهووس بالفوز بما يريد مهما كان الثمن. بالتوازي مع ذلك، نتابع رحلة صعود أمير (يامن الحجلى) من القاع، نحو طموحٍ لا يعرف حدوداً، مستغلاً ظروف من حوله، ويكون لزوجته مها (حلا رجب) نصيبها الوافر من المعاناة في تحولاته. وتسهم شخصيات عدة في تصعيد الصراع في العمل، لكنه يحافظ على حالة البحث في قصص عنوانها العنف الذي تكرّس وتحول إلى ما يشبه الثقافة الطارئة على مجتمعاتنا. مقترح المسلسل ينحو باتجاه الشخصية وعوالمها وطريقة تفكير النفس البشرية، وما يعترضها بشكل يومي، وهو الرهان الذي يعوّل عليه المسلسل.
يقدّم حكاية حديثة تبتعد عن الطريقة السردية التقليدية
المخرج أحمد ابراهيم أحمد استكان من جانبه للتقاطعات التي يحملها مع كاتبي العمل وأسلوب التعاطي مع الدراما وفق منهجية واحدة، ووعد الجمهور بأن يبذل قصارى جهده ليقدّم شيئاً راقياً. واعتبر بأنّ ميزة الورق الذي بين يديه أنه يقدّم حكاية حديثة تبتعد عن الطريقة السردية التقليدية، ويزيد من التشويق من خلال الغنى الواضح في شخصياته وأحداثه، إضافة إلى خروجه عن النمطية المعتادة في إقحام الخطّ اللبناني، لأن الحكاية وشخصياتها مطروحة بأسلوب منطقي ومبرّر وعفوي. إذاً، ستدور فصول الرواية بين دمشق وبيروت، بكلّ ما يعنيه اجتماع هاتين المدينتين في فضاءٍ حكائي ورمزية، وما شهدته الجارتان من صراع، بما في ذلك روابط المصائر العميقة، والسمات الاجتماعية، والتاريخ الذي تهاوى في سلسلة من الانهيارات.
من جانبها، رأت النجمة سلاف فواخرجي بأنّ النفس الشبابي الذي يجمع بين الأصيل بتكنيك الكتابة وبين المعاصر الحدثي الذي يعتمد على بث جرعات من التشويق بشكل مستمرّ، هو أكثر ما لفت انتباهها، وقد حظي الورق بجهة إنتاجية وفّرت له كل المعطيات الفنية اللازمة. واعتبرت فواخرجي بأنّ النجاح الذي تبحث عنه هو في إمكانية دخول العمل والشخصية التي تؤدّيها، إلى أوسع منطقة ممكنة من الوطن العربي وملامسته الناس عن قرب.