وسط تصاعد بعض الأصوات الآتية من أصحاب المحال التجارية، اعتراضاً على فتح اللاجئين السوريين لمصالح تجارية خاصة ومزاحمتهم في أعمالهم، ما زال الإعلام اللبناني يصرّ على إستخدام عصا خطاب الكراهية، والتحريض ضد اللاجئين السوريين بعيداً عن أي حسّ مهني وإنساني. العام الماضي، كنا على موعد في برنامج «نهاركم سعيد» الصباحي على lbci، مع جلسة أرقام، حين حلّ مدير عام «ستاتيستكس ليبانون» ربيع الهبر، ضيفاً على محاورته ندى أندراوس.
وقتها تركز الحديث على تزايد أعداد النازحين السوريين، وإستهجنت أندراوس وجودهم الى اليوم على الأراضي اللبنانية. كما تحدث الإثنان عن المزاحمة في العمل التي يقوم بها حملة الشهادات العلمية من السوريين. قبل هذه الحلقة، وتحديداً عام 2014، وزع الهبر أرقامه في البرنامج عينه، عن إستهلاك اللاجئين للكهرباء والماء والخبز، ولم تخل الحلقة التي كان ضيفها أيضاً أمين عام «الرابطة المارونية» فارس أبي نصر، من بث كل أشكال التحريض على السوريين والذعر من بوابة التوازن الديموغرافي والتجنيس.
اليوم صباحاً، أعيد المشهد عينه، مع إستضافة أندراوس للهبر، للإضاءة على مشاريع القوانين الإنتخابية. وإذا بالحديث ينزلق الى اللاجئين مجدداً. في طور تناول الهبر لقضية التجنيس وجزمه بأن الطعون المقدمة لن تنحج، تدّخلت المذيعة اللبنانية، لتتحدث عن الولادات السورية غير المسجلة في لبنان، وتمرر عبارة عنصرية فجّة «إذا النازحين ما عم يعملو شي غير يخلفو... هيدي نكبة لبنانية». لكن، سرعان ما تلقف الهبر الفخ، واستدرك عدم الوقوع به ثانية. فقال: «نحن منقدّر وضعهم الإنساني». ومع ذلك أصرّت أندراوس على كلامها ضمن نطاق «رأيها كلبنانية».
ليس جديداً على أندراوس طرحها قضية اللجوء السوري من بوابة ضيقة، تحريضية. المقدمة اللبنانية، لا تزال طيلة سنوات عملها، بعيدة عن أي زواية مهنية تتناول فيها هذه القضية، وإن كان هناك من خلل ما، فالتصويب يجب أن يكون على سياسات الدولة، لاعلى الأفراد وما يأكلون ويشربون ويتنفسون. حسناً، فعل ربيع الهبر من منع استثمار أرقامه في بازار التحريض، وقطع الطريق على تناول هذه القضية بخفة عالية.