صباح أيوب«الجزيرة» تقضّ مضجع إسرائيل مجدداً، وهذه المرّة على خلفيّة «احتفالها» بسمير القنطار. إذ أعلن المكتب الإعلامي في الحكومة الإسرائيليّة أمس، في بيان رسمي «تجميد علاقاته مع القناة إلى حين تلقّي ردّ من مسؤولي المحطة. وذلك على خلفية ورود معلومات تفيد بتنظيم مكتب «الجزيرة» في بيروت حفلة ترحيب بالقنطار»، الأمر الذي وصفه البيان بـ«المقزّز والمشين»، لكون الفضائية احتفت بـ«قاتل الأطفال الإسرائيليين». وذكّر البيان بعلاقة مدير مكتب «الجزيرة» في بيروت غسان بن جدو الوطيدة مع حزب الله. وفيما أعلن مدير المكتب الإسرائيلي دانيال سيمان أنّ قرار تجميد الخدمات «لا يعدّ مقاطعة»، وأنّ مراسلي القناة «يستطيعون الاحتفاظ ببطاقتهم الصحافية»، كان البيان واضحاً بدعوته إلى «قطع العلاقات ووقف الخدمات مع القناة».
وحتى كتابة هذه السطور، لم يكن قد صدر أي قرار رسمي بعد عن القناة، إلا أنّ مصادر «الجزيرة» أرجعت سبب انزعاج المكتب الإعلامي إلى حلقة السبت الماضي (19 تموز / يوليو) من «حوار مفتوح» (إعداد وتقديم غسان بن جدو). ذلك أن الحلقة «الترحيبيّة» التي استضافت عميد الأسرى المحرّر سمير القنطار، تناولت موضوع عملية التبادل وبعض تفاصيل يوميات المعتقل. كما خُصّصت إحدى فقراتها لعيد ميلاد سمير الذي كان يصادف في اليوم التالي. قطعَ القنطار قالب الحلوى مع بن جدو أمام الكاميرات، فكان أوّل احتفال حقيقي بالعيد، منذ 29 عاماً. ويبدو أن الإسرائيليين لم يتحمّلوا مشاهد الفرح والاحتفاء بالأسير على الهواء!
من جهته، أوضح بن جدو، لـ«الأخبار» أنّ «مكتب بيروت لم يُقِم أي احتفال للقنطار، وأنّ برنامج «حوار مفتوح» مستقلّ عن عمل المكتب». إلا أنّه يسارع إلى القول: «لا أجد حرجاً بالاحتفال، وأنا مقتنع بما فعلته في حلقة السبت الماضي». أما بالنسبة إلى البيان الإسرائيلي، فيشير بن جدو إلى أنّها «ليست المرّة الأولى التي يتعرّض فيها المكتب والقناة لهجوم من هذا النوع»، مضيفاً: «إذا شعر الإسرائيليون بالإهانة من الحلقة، فهذا ليس من شأني». يرى بن جدّو أنه كان يقوم بعمله لا أكثر ولا أقلّ، فمهمّته كمراسل في بيروت هي أن «ينقل أجواء بيروت، والأجواء كانت احتفالية». ويضيف شارحاً: «إذا كانت إسرائيل ترى القنطار قاتلاً، فالعالم العربي يراه بطلاً وفدائياً شجاعاً. لذا هناك اختلاف جوهري في وجهات النظر». وعن التعرّض له شخصياً من خلال ذكر «علاقته الوطيدة مع حزب الله»، يوضح أن طبيعة عمله تفرض عليه أن يكون على اتصال مع جميع الأطراف السياسيين الفاعلين في لبنان، لذا من الطبيعي جداً أن أقيم كإعلامي علاقة مع حزب الله، وأنا لا أخفيها». يذكر أنّ لحلقة «حوار مفتوح» جزءاً ثانياً سيعرض السبت المقبل، وهي ستكون بمثابة مراجعة للمحطات التاريخية، من خلال رؤية القنطار.