رام الله | لفترة طويلة، اقتصرت الأفلام الجهادية على توثيق العمليات القتالية بمختلف أنواعها. كانت الكاميرا دائماً حاضرة لتسجيل المعارك، ودمجها في شريط واحد كتقرير مفصّل يصدر كل فترة ضمن الدعايات المضادة التي كانت تحاول ممارستها تلك الجماعات في مواجهة الإعلام الفضائي الموجّه بكثافة ضدها. كانت تلك مرحلة الرد بأنّنا «موجودون وسنبقى». ويُمكن القول إنّ رحلة الإنتاج المرئي الجهادي، قد أخذت وقتاً طويلاً لتجاوز مرحلة التوثيق الجاف هذه. وهي لم تتغيّر، إلا مع تغيّر المعطيات العسكرية على الأرض. في التسعينيات، كان فيلم «جحيم الروس في الشيشان» سابقة لم نعتدها. تسابق بعض الشبان على مشاهدة الفيلم وتوزيعه، وانتشرت الأناشيد الجهادية على أشرطة الكاسيت. عاش المقاتلون الإسلاميون مجدهم في أفغانستان. كانت قصص حول التأييد الرباني لهم بإرساله الملائكة للقتال معهم غير قابلة للتشكيك. هذا قبل أن يدرك الجميع بعد سنوات، أن تلك الملائكة لم تكن إلا صواريخ أميركية فائقة الدقة.

أما اليوم، فنحن أمام عصر مختلف تماماً، وفكر جهادي متقدّم بدرجات عن أي شيء شهدناه. في المقابل، نحن أمام جمهور أكثر صعوبة من ذلك الذي كان قبل سنوات. الجمهور يمكنه الوصول اليوم إلى مصدر المعلومة، ويمكنه التدقيق في أي مشهد يراه. إنه يعيش في أجواء بالغة التقلّب، سيطرت عليها فكرة المؤامرة، ما دعاه إلى التشكيك في أي شيء. يمكننا الربط المباشر بين هذه النفسية الجديدة للجمهور، والإنتاج المرئي المتجدد لتنظيم «داعش». العلاقة مباشرة. ازدياد الشك يجب أن يقابله حجم أكبر من البروباغندا.
تروي المنتديات الجهادية حكايات ظهور أُولى وحدات المتابعة الإعلامية لدى الجماعات الجهادية التي بدأت عصر التصوير المبني على سيناريو مسبق. كان الأمر بسيطاً، تحديداً لدى جماعة «مجلس شورى المجاهدين». اقتضى السيناريو أن يقوم المصوّر بمتابعة الانتحاري وتصويره في لحظات مختلفة يبدو فيها مندفعاً نحو الحياة. الانتحاري يسبح في النهر، يأكل الفاكهة، يلقي دعابة خفيفة قبل أن يتوجه إلى آلة التصوير ويتحدث عن نعيم الجهاد. في المشهد التالي، يتلو الرجل وصيته، ثم ننتقل معه وهو يركب السيارة المفخخة في عتمة الليل. يلمس السيارة بيديه، يتحسسها كأنها قطة أليفة اعتاد وجودها. تلمع عيناه بسبب استخدام المصوّر لتقنية التصوير الليلي. يبدو كل شيء أخضر، ثم يبرز من بين هذا اللون الموحّد، زرّ مميّز. يخبرنا أنّ هذا الزر البسيط والصغير، هو مفتاحه للجنة وحور العين. الأمر بسيط، فقط اضغط هذا الزر. لن تشعر بشيء.

عصر «داعش»

منذ بروز اسم «داعش» كتنظيم أعلن نفسه دولة إسلامية في منطقة العراق والشام، شاهدنا مراحل عدة شكّلت بمجملها الوجه الإعلامي الكبير له. ورغم أنّ هذه المراحل تُعتبر نقلة إبداعية كبرى قياساً مع سابقتها، إلا أنّه يهمنا الحديث عن هذا التطوّر ومغزاه، لا عن ميزته الفنية. رغم أنها كانت موجودة سابقاً، إلا أننا بدأنا نلاحظ مع الإنتاج الداعشي وجود اسم «مؤسسة الحياة» التي تصدر عنها أفلام «داعش». هنا نحن أمام تحوّل كبير، بالانتقال من كاميرا تسجّل الأحداث، إلى مؤسسة إعلاميّة مهمتها تحديد معالم الرسالة القادمة إلى العالم، ونقل رسالة المجاهدين الذين «بدأوا يسجّلون بدمائهم عصراً جديداً من النصر للأمّة في صفحات التاريخ». من خلال الإشارة السابقة، يمكن لفرضيّة قوية طرح نفسها هنا ترتكز إلى أنّ ما يميّز «داعش» عن غيره من الحركات الجهاديّة أنه استطاع استقطاب مسلمي أوروبا.
فيلم إحراق الطيار الأردني اشترك
مع المواد المرئية السابقة بمقدمته عن خسارة «العدو» وهلاك أعوانه
برامج التوليف موجودة منذ ما قبل «داعش»، وآلات التصوير فائقة الدقّة أيضاً كانت موجودة. لماذا ظهرت الآن تحديداً الأفلام الناطقة بالإنكليزية التي تم تقطيعها والتعديل عليها بطريقة احترافية لا تصدر عن هاو؟ العاملون المتخصصون في مجال صناعة وتوليف الأفلام لا يمكن لعينهم أن تخطئ المختص مثلهم. من قام بصنع هذه الأفلام كان قد درس هذه الحرفة مسبقاً، وفي بيئة إبداعيّة أوروبية واضحة، لا عبر فيديوهات موقع يوتيوب التعليميّة.
عبر أفلام «داعش» الأخيرة، بدءاً بـ «صليل الصوارم»، ومروراً بـ «لهيب الحرب»، و«ولو كره الكافرون»، وصولاً إلى فيلم «شفاء الصدور» (حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة أول من أمس)، كان سهلاً ملاحظة النقلة السينمائية التي حلّت على هذه الأفلام، واعتماد الإنكليزية كلغة أساسية في عرضها. في «لهيب الحرب» مثلاً، تم توظيف مشاهد الحركة البطيئة بحرفية عالية غير مسبوقة في أمر حقيقي كهذا. أحد الانتحاريين يقتحم مركزاً للعدو، ويفجّره. يتقدم بعده رفاقه المسلحون. أثناء ركضهم، يسقط أحدهم مصاباً. يعلو صوت أبو مصعب الزرقاوي بكلمات حماسية. يندمج معه صوت أنشودة حزينة. ما زلنا نستطيع مشاهدة بقية جنود «داعش» وهم يركضون في الخلفية. ما زال الرجل مصاباً على الأرض أمامنا. يستمر المصوّر في التقاط هذا المشهد الثمين من بعيد. ينزف الرجل لفترة طويلة، ويستمر المصوّر في تنويع لقطاته. تخرج الروح من الجندي المُصاب. ثم ينتهي المشهد. حصل المصوّر على لقطته أخيراً. تعود اللقطات إلى سرعتها الطبيعية.
ينتهي «لهيب الحرب» بمشهد من أقسى ما عُرض على الإطلاق. يقف المتحدث الإنكليزي الداعشي أمام علم التنظيم، وخلفه يقوم عدد من الرجال بالحفر في الأرض. نعرف بعد ثوان أنّهم يحفرون قبورهم بأيديهم. تتمتع المنهجية التي يتبعها «داعش» في انتاجه المرئي، ببث الاعتذارات والتأسّفات التي يبديها الأسرى قبل موتهم. نعرف أنّ «داعش» لا يطيق الاحتفاظ بالأسرى، فهو يقتلهم فقط. مع ذلك، يظهر دوماً الأسير الذي يحاول استعطاف جنود «داعش» لكن بلا جدوى. رجوعاً إلى المشهد، نرى اصطفاف الأسرى في وضعية الإعدام. أيديهم مكبّلة إلى الخلف يجلسون على رُكَبهم. بمسدّسات صغيرة هذه المرة، يطلق الجنود طلقات عدة على رأس كل ضحية. بزاوية ثانية، نشاهد سقوطهم جميعاً في تلك الحفرة التي حفروها قبل قليل.
كان مشهد الإعدام هذا غريباً في وقته. لكن بعد صدور فيلم «ولو كره الكافرون» (الأخبار 26/11/2014) القصير، يمكننا القول إنّ الإنتاج المرئي لـ «داعش» اتخذ بُعداً جديداً هذه المرة. الجديد هنا هو وجود أوامر إخراجية واضحة، تعتمد على سيناريو جاهز ومتفق عليه. لكن تبقى الأوامر الإخراجية موجهة هنا إلى الجلاد، لا الضحية. يبدأ المشهد بعدد من جنود «داعش» بجنسيات مختلفة كما هو واضح من ملامحهم. يمسك كل فرد منهم برقبة رجل آخر. الأسرى منحنون إلى الأمام، يُساقون كما تُساق الخراف إلى ذابحها. على جانب الشاشة، يظهر صندوق خشبي يبرز منه عدد من السكاكين الجديدة. يمر كل جندي داعشي إلى جوار الصندوق، يسحب سكينه من دون النظر حتى إلى الكاميرا. يسير الجميع في طابور حتى تنتهي السكاكين.
في المشهد التالي، يتم رصّ الأسرى في وضعية الإعدام، وفوق كل منهم ذابحه الخاص. بحرفية عالية، وبأكثر من ثلاث كاميرات على الأغلب، نشاهد لعب الجنود بسكاكينهم بين أصابعهم، ونظرات التيه بادية على وجوه الأسرى. يبدأ أحد المنتمين لـ «داعش» بالكلام باللغة الانكليزية. ثم يبدأ المشهد الأكثر إتقاناً عبر تاريخ التصوير الجهادي على الإطلاق: مشهد الذبح.
يمكنك أن تسمع صوت الهواء
فقط، فبقيّة الأصوات كُتمت عمداً من أجل خلق أجواء الترقب

يمكنك أن تسمع صوت الهواء فقط، فبقيّة الأصوات كُتمت عمداً من أجل خلق أجواء الترقب. نحن نتعامل هنا مع مادة عرض، هكذا أرادها «داعش» وهكذا نتعامل معها بلا وعي. تبدأ السكين عملها على رقبة الأسير. يمكنك سماع صوت قطع اللحم بوضوح. أحدهم كان قادراً على الحصول على هذا الصوت عبر مواقع المونتاج الأجنبية، وقام بمزجه في هذا المشهد بعناية كبيرة. بعدها، يتدفق الكثير من الدماء، يمكنك سماع تدفقها أيضاً. بقليل من «السلو موشن»، ينظر إلينا زعيم الذبّاحين، نظرة لا تتكرر كثيراً، لا معنى لها إلا الموت. هذه هي نظرة الموت، التي لا يمكن أبداً تفسيرها، إلا أنها جاءت نتيجة لأمر إخراجي بحت بأن يقوم الرجل بالنظر إلى الكاميرا قبل أن يكمل عمله في رقبة الرجل. ينتهي المشهد باصطفاف الرؤوس على أجسادها المفصولة عنها.

حرق معاذ الكساسبة

فيلم «داعش» الأخير الذي يُظهر إحراق الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة أثناء حبسه في قفص، اشترك مع جميع أفلام الإنتاج المرئي لـ «داعش» بمقدمته عن خسارة العدو وهلاك أعوانه. لكن الجديد هذه المرّة، هو الإتقان الذي سُردت فيه المعلومات في النصف الأول من الفيلم. يمكن القول إنّ هذه الحرفية في استخدام برامج التوليف المختلفة، تنتمي على الأقل، إلى محطة تلفزيونية محترمة. إلا لو افترضنا فعلاً أنّ إعدام معاذ الكساسبة جاء قبل شهر من إصدار الفيلم. هنا يمكن تفسير هذا التأخير، إلى جانب التبريرات السياسية، أنه كان من اجل إتمام صنع الفيلم الذي يستغرق وقتاً طويلاً.
في سلسلة التبريرات التي يعرضها «داعش» في الفيلم، نشاهد أولاً السرد الطويل من الطيّار للأحداث التي أدت إلى وقوعه في يد التنظيم الإرهابي. هنا نحن نشاهد جميع الأسباب التي «تدعو» إلى إعدام الرجل، وهذه المرة يخبرنا هو بها كاملةً، بحيث يدرك المشاهد أن هذا الرجل لا بد من أن يموت الآن. لكن كيف؟
يتقدم الطيّار وقد ارتدى الرداء الأحمر، ويبدو في حالة ضياع، أو استسلام ربما. تتخلل مشيته الغريبة جداً مشاهد «فلاش باك». تقنية يقوم بها المخرج بدمج المشهد الحالي، مع مشاهد لأحداث حصلت في زمن سابق، وتستخدم على الأغلب لربط القصة الحالية بمسبباتها السابقة. نرى هنا استخدام التبرير الثاني من «داعش» للمشاهدين. اعتدنا على أمر واحد لديهم، كلما زادت المقدمات والتبريرات، كلما كانت النهاية أفظع.
يظهر الطيار بين ركوبه طائرته وقصفه الأهداف، وبين وقوفه السينمائي المهيب أمام مجموعة من الجنود الذين يظهرون بالزي الموحّد في أحد الأماكن المدمّرة، ربما من قصف طائرات التحالف نفسها. هذا الزي العسكري يشبه ذلك الذي ظهر به الجنود الذي قاموا بأسره أوّلاً عندما سقطت طائرته. يحملون جميعهم رشاشات متطابقة في الشكل.
يقف الرجل. لا نعلم بمَ يفكر. انتهى كل تفكيره، أو نضب تماماً. لا يمكن تفسير هذه الحالة الاستسلامية الرهيبة لدى كل من يقوم «داعش» بإعدامه إلا بإحدى نظريتين: النظرية الأولى، وهي الأرجح، أن جنود «داعش» يقومون بعدد كبير من عمليّات الإعدام الوهميّة التي يتعرض الضحية خلالها للموت الحقيقي عشرات المرات، قبل أن يكتشف أنه لن يموت الآن، فيصل مع الوقت إلى درجة عالية من اللامبالاة. أما النظرية الثانية، فهي أنّ الضحايا تعرّضوا لعملية تخدير معيّن، جعلتهم يبدون في حالة ضياع وعدم اكتراث، بل استسلام تام لسكين «داعش».
عودة إلى الفيلم. نشاهد استمرار مشاهد الفلاش باك. صور جثث لـ «داعش»، ثم وجه الطيّار ببدلته الحمراء تائهاً، ومحاطاً بكل هؤلاء المسلحين. يكتم «المونتير» الصوت، ليظهر فقط صوت الهواء وبعض الأنفاس، مع صور لوجوه المسلحين الغاضبة، ووجه الطيار المستسلم. يتواصل عرض هذه المقارنة بين الوجوه حتى ينتقل إلى المشهد التالي.
فجأة. الطيار داخل قفص، ملابسه مبللة، نفهم لاحقاً أنّه مبلل بمادة قابلة للاشتعال. رأسه إلى الأسفل. يمارس صانع الفيديو هنا مهارة في القطع والتوليف بين الطيار بوجهه الحائر، والطيار المبلل الذي ينظر نحو قدميه. ثم هنالك الجنود، دائماً هنالك الجنود. ولا صوت إلا صوت الهواء. تبدأ أنشودة بالظهور في الخلفية، لتعلو شيئاً فشيئاً. براعة عالية في الدمج بين الصوت وتسارع الصورة. حان وقت الإعدام. أحد الجنود يشعل النار. ترصده الكاميرا من زاوية علوية. تستخدم هذه الزاوية للمرة الأولى في الفيلم كزيادة في تحقير الضحية عبر تصويره بزاوية علوية تجعله يبدو صغيراً. هذا معروف في عالم الإخراج السينمائي، حيث استخدام العكس (أي التصوير من زاوية سفلية) سيجعل البطل يبدو عظيماً، بالإضافة إلى كونه مشهداً ختامياً، جرت العادة بتصويره من زاوية علوية.
الجديد والنوعي في هذا الفيلم أنّ الأوامر جاءت من المخرج إلى الضحية نفسها لا إلى جلّادها كما حصل في فيلم «ولو كره الكافرون». أول الأوامر نشاهدها في مشية الطيّار ببدلته الحمراء في أول مشهد الإعدام الذي تحدثنا عنه. ثم نلاحظ ذلك ثانية عند مرحلة التقطيع السريع بين وجه الطيار الحائر ووجهه الناظر إلى أسفل، حيث يرفع الأسير نظره إلى الأعلى وينظر إلى الكاميرا فجأة. هذا جاء بالتأكيد بأوامر المخرج. يحمل في ثانية واحدة، أكبر معاني الإذلال والهلاك النفسي للمشاهد الذي يعرف الضحية عن قرب. ها هو ينظر إليكم عبر العدسة، نظرته الأخيرة التائهة.
استغرق التصوير وقتاً لا بأس به. ندرك ذلك من أشعة الشمس التي ظهرت واضحة بعد فترة من وقوف الضحيّة أمامنا. لكن موقع التصوير لم يتغير أبداً كما يعتقد بعضهم. الغريب في الفيلم هو القفص الحديدي الذي يمكن تفسيره كدلالة على مأساوية المصير. يعني، نحن نشاهد رجلاً ببدلة الإعدام داخل قفص. هذا مشهد اعتيادي نراه في محاكم الدول المختلفة. لكن أن تكون أسيراً لدى «داعش»، فمشكلتك هي ما بعد القفص والبدلة. بالنسبة إلى الشهيد معاذ الكساسبة، كان التوقع إعدامه بطريقة موجعة إن لم تتم صفقة لإخراجه. لكن أكثر العقول شرّاً لم يرَ أن الحرق هو مصيره. يحترق الكساسبة وتصلنا عبر التفنن في صناعة الفيلم كل الأحاسيس الممكنة، ولم يبق إلا أن تصل إلينا رائحة الشواء. ثم تخرج أمام الشاشة كلمات لابن تيمية، وهي التبرير الثالث والأخير لـ «داعش» في هذا الفيلم: أن لا عليكم، ما نفعله هو جزء من العقيدة.
لا يمكن إغفال الانتصار المرئي الذي تحققه البروباغندا الداعشيّة. نحن أمام تجربة نشهدها ربما للمرة الأولى. التنظيم الإسلامي هو من يقود الحرب الإعلامية، ولا يقتصر رده على توثيق جاف للأحداث كما كان يفعل في العراق. لكن في المقابل، بدأت نظريّات المؤامرة بطرح نفسها مجدداً. قال بعضهم إن هذه مشاهد مصوّرة في استديوهات ذات ميزانية ضخمة، ولا بد من أنها مدعومة من المخابرات الأميركية. لكن المتابع للتطور الإنتاجي لدى الجماعات الجهادية، يعلم أن هذه النظرية لا أساس لها، بل إنّها غير مزيفة كما ادعى بعضهم، حيث تكمن مصيبتها في كونها حقيقية وصادقة... حقيقية وصادقة جداً!