بدأ تصوير الجزء الرابع من المسلسل السوري الشهير وسط أجواء مشحونة ومتوتّرة بين «معتز» و«أبو غالب» من جهة والمخرج بسام الملا والكاتب كمال مرّة من جهة أخرى
وسام كنعان
واجه تحضير الجزء الرابع من «باب الحارة» مشاكل لا تُحصى كادت تهدِّم «الحارة» على رؤوس أصحابها: انسحاب ممثلين واستبعاد آخرين. هكذا، انسحب الممثل وائل شرف، الذي أدّى دور «معتز» في الأجزاء الثلاثة الماضية، بعدما طلب أجراً رفضه المخرج والمنتج المنفّذ للعمل بسام الملا. وقد استُبدل شرف بالممثل قصي خولي، الذي كان على وشك بدء التصوير لولا تدخّل «أبو شهاب» أي الممثّل سامر المصري. أصرّ هذا الأخير على وجود وائل شرف مهدّداً بالانسحاب هو أيضاً... فما كان من الملا سوى الاتصال بوائل شرف، الذي عاد إلى «الحارة». وقد أكّد لـ«الأخبار» أن عودته «هي كرمى لعجوز فلسطينية راسلتني عبر البريد الإلكتروني من القدس المحتلة، وتمنّت أن يطيل الله في عمرها لترى معتز في «باب الحارة»».
بدأ إذاً تصوير الجزء الرابع من المسلسل السوري الشهير بالطريقة ذاتها والمكان نفسه (مطعم «القرية الشامية» الواقع على طريق مطار دمشق) اللذين اعتادهما سنوياً. وكانت سلسلة انسحابات من الجزء الرابع قد بدأت قبل أشهر. إذ أعلن نزار أبو حجر (أبو غالب) تركه العمل، شارحاً لـ«الأخبار»: «مشاكل اعترت شخصيات المسلسل منذ جزئه الثالث، بسبب تدخّل وفيق الزعيم (أبو حاتم في العمل) في كتابتها. بعد التطويل الذي حصل في الجزء الثالث تمنيتُ ألا أكون موجوداً في جزئه الرابع، لكنّهم أعطوني دور أبو غالب لدرسه ولم يُتيحوا لي قراءة أدوار الممثلين الآخرين. فوجئتُ بالشخصية الثانوية جداً والمفرغة من مضمونها. كأنّ المخرج أراد تحطيم النجاح الذي وصلت إليه. وقد صنعته بيدي، لقد شاركتُ في كتابة هذه الشخصية بنفسي، فاعتذرتُ عن عدم المشاركة». بعد هذا الانسحاب، احتدمت المعركة بين أبو حجر والقيمين على العمل، فأعلن كاتب المسلسل كمال مرة أن شخصية «أبو غالب» لم تضِف شيئاً إلى «باب الحارة». وقد أغضب هذا التصريح «أبو غالب» الذي شنّ هجوماً مضاداً، معلناً أنّ «هذا الكاتب مجرد قلم بيد الملا». وكرّر أبو حجر هجومه متهماً الملا بمحاولة المتاجرة بالعمل سعياً وراء المال فقط «ومن بعده فلتحترق الدراما السورية، هذا منطقه في العمل، وأنا أخلصتُ للملا وعملت بأجر ضعيف جداً هو 375000 ألف ليرة سورية (حوالى 8 آلاف دولار)».
إذاً «أبو غالب» سيلقى مصير «أبو عصام»، ولو لم يكن مبرراً أن تموت شخصيات «باب الحارة» من دون سابق إنذار طالما أنّ العمل يقدّم هذه الشخصيّات من دون إيضاح مبرراتها أصلاً، في عملية استخفاف بعقلية المتلقي. وهو ما عودنا إيّاه بسام الملا في أعماله الشامية كلّها: مشكلة «باب الحارة» هي الأجزاء. والملا لن يتنازل عن قاعدة النهايات السعيدة. حالما تلبث شخصياته أن تهتدي إلى الصراط المستقيم في نهاية كل جزء حتى يسكنها خمسون ألف شيطان لتعود إلى سابق عهدها في بداية الجزء الجديد. لكن السؤال الذي يُطرح هنا: إلى متى سيصمد المسلسل؟ وهل تُقفل «الحارة» مع جزئها الرابع؟
إضافة إلى هذه المشاكل، يتردّد أن شركة إنتاج تركية ترغب في شراء العمل ودبلجته، وهو ما رجّحه مسؤول الدراما في «أم بي سي» وائل نجم في تصريحه لـ«الأخبار»، مع حرصه على التكتّم على المعلومات. لكن هل سينجح الأتراك ـــــ إذاصدقت التوقعات ـــــ في دبلجة مفردات تعادل «طلع على قبري ابن عمي»... وهي مفردات باتت شهيرة في «باب الحارة»؟ مَن يدري، ربما تفعل ذلك!