في رمضان، كسبت الدراما السورية رهانها على النوعيّة على حساب الكميّة. غير أن ذلك لم يحلّ كل مشاكلها التي ناقشتها ندوة «بعد العرض»
وسام كنعان
... وأخيراً تنبّه التلفزيون الحكومي السوري إلى المشكلة التي عانتها الدراما السورية في الموسم الأخير، فاختار استضافة أبرز الوجوه الدرامية في سوريا في مناسبة عيد الفطر. هكذا أطلّ ليلة العيد (أول من أمس) كلّ من المخرج نجدة أنزور والكاتب فؤاد حميرة والمخرج فراس دهني والممثل مصطفى الخاني والصحافية ليلاس حتاحت في ندوة «بعد العرض» التي ناقشت أحوال القطاع الدرامي في رمضان 2009. الحلقة التي أعدّتها رزان توماني وقدّمتها نور الأتاسي، ركّزت على مدى تقبّل المجتمع السوري للأعمال التي عُرضت في رمضان، وخصوصاً لجهة تناولها مواضيع الجنس والخيانة الزوجية. هنا، جاء جواب فؤاد حميرة غير مقنع. إذ تحدّث عن شروط العرض الرمضاني من دون أن يشير إلى أنّ هذه المواضيع والمسائل تقع في صلب المجتمع، والدراما هي أيضاً مرآة الواقع. غير أن حميرة نفسه، عاد وصرّح لـ«الأخبار» بأن ما أراد إيصاله يتمحور حول ضرورة عدم انسياق الإعلام خلف أفكار تنشرها جهات

أعلن فراس دهني أن أعمالاً تاريخية ضخمة في طريقها إلى الإنتاج

متطرّفة، محاولةً فرض شروط رقابية خلال شهر رمضان. ورأى حميرة أن هذا الشهر يمثّل المتنفّس الحقيقي الوحيد للمسلسلات الدرامية طيلة العام. وأضاف إنّه لو استمرّ تكريس هذه الآراء، فإن الدراما السورية ستعود إلى زمن السباعيّات. طبعاً لم يتمكّن حميرة من قول كل ذلك في المقابلة على الهواء، وخصوصاً أنه بدا واضحاً أنّ مقص الرقيب، وكما هي العادة، حذف كل الكلام الذي لم يعجبه. وبدا أن كل الضيوف متفقون على تشخيص وضع الدراما السورية، وأكّدوا أنها في رمضان راهنت على النوعية على حساب الكمية وكسبت الرهان. غير أن نجدة أنزور أعرب بصراحة عن استيائه من عدم تدخّل الدولة لحماية صناعة الدراما إلّا في الأوقات الحرجة.
من الناحية المهنية، تحدّث أنزور عن مبرّراته لإنجاز جزء ثانٍ من مسلسل «رجال الحسم» على اعتبار أن القصة لم تكتمل وهي تحتاج إلى الوصول إلى مرحلة «حرب تشرين». ونفى لـ«الأخبار» ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن إسناده دور البطولة في الجزء الثاني للمغنية اللبنانية كارول سماحة. وأكّد أن هذه المسألة تحسم بعد الانتهاء من كتابة السيناريو.
غير أنّ أنزور نفى في الندوة أن يكون الجزء الثاني استغلالاً لنجاح الجزء الأول. من جهته، لم يوافق الممثل مصطفى الخاني ـــــ صاحب شخصية «النمس» في «باب الحارة 4» ـــــ أنزور في هذه النقطة. إذ أعلن أن استغلال نجاح الأعمال في ما بات يعرف بدراما الأجزاء، أمر ضروري، شرط أن تكون هذه الأجزاء على مستوى واحد من الحرفيّة والنجاح. وهو ما عدّه أنزور نادر الحدوث.
غير أنّ المفاجأة كانت في ما صرّح به المخرج فراس دهني. إذ أعلن أن أعمالاً تاريخية ضخمة في طريقها إلى الإنتاج، أبرزها «سوق عكاظ» للكاتب السوري محمود عبد الكريم. في هذا الإطار، تطرّق إلى عمل «مديرية الإنتاج التلفزيوني» والقفزة النوعية التي حققتها للحاق بالقطاع الخاص. كذلك تناول موضوع استقلال المديرية الوشيك عن «التلفزيون السوري». وطبعاً تغاضى دهني عن ذكر فشل العملَين اللذين قدّمتهما المديرية في الموسم الأخير وهما «مواسم خطر» و«موج البحر».
وسام...