خرج إلى العلن الخلاف بين الأمير خالد بن سلطان، صاحب جريدة «الحياة» ومجلة «لها»، وشريكه في «الشركة الوطنية للدعاية والنشر وتطوير وسائل الإعلام» بشار كيوان... وحتى الآن، لم تنته المعركة بين الطرفَين

فرح داغر
ما كان يصنّف في خانة الشائعات، صار شبه مؤكد اليوم. ولم يعد خافياً على أحد الخلاف بين الأمير خالد بن سلطان، صاحب جريدة «الحياة» ومجلة «لها»، وشريكه في «الشركة الوطنية للدعاية والنشر وتطوير وسائل الإعلام» بشار كيوان. لكن هذه المرة، تعدّى الخلاف مسألة الاختلاف في وجهات النظر.
حتى الآن، لم تنته المعركة بين الطرفَين. لكنّ الأكيد أنّ المدير العام لـ«الشركة الوطنية» في السعودية مروان ديماس ـــــ المدير العام السابق لجريدة «صدى البلد» في لبنان، وأبرز الموظفين لدى بشار كيوان ـــــ بات خارج السعودية رغماً عنه وبطريقة فظة كما يورد أحد المطّلعين على تطور الأحداث.
ويتناقل بعض المقربين من مجلس إدارة شركة «مكشف»، التابعة للأمير خالد، اتهامات بالتلاعب ضد مروان ديماس. وبعدما وضعت «مكشف» يدها على «الوطنية»، تدقّق حالياً في حسابات هذه الأخيرة. يذكر أن «الوطنية» بدأت عملها في السعودية منذ خمسة أعوام تقريباً، بالتزامن مع إصدار الطبعة السعودية من جريدة «الحياة» التي كانت تمثلها «الوطنية» كوكيل إعلاني إلى جانب مجلة «لها».
إضافة إلى كون «الشركة الوطنية» وكيلاً إعلانياً لـ«الحياة» و«لها»، فهي تدير أيضاً جريدة «الوسيلة الإعلانية»، ومجلة «ليالينا» اللتين يملكهما بشار كيوان. وفي العام الماضي، أُدخلت مجلتات جديدتان إلى «الشركة الوطنية» تملكهما شركة كيوان «يونايتد غروب». وهما «ماري كلير» و«توب غير» اللتان يقع مطبخهما التحريري المركزي، إضافة إلى «ليالينا»، في بيروت. يذكر أن المجلتَين الجديدتَين أجنبيتان، لكن «يونايتد غروب» تملك حق إصدار الطبعات العربية منهما.

بات المدير العام لـ«الشركة الوطنية» مروان ديماس خارج السعودية رغماً عنه
رغم هذه المشاكل، لا تزال «الوطنية» محافظة على كيانها، فيما ينتظر الموظفون ما ستؤول إليه الأمور، وخصوصاً في ظلّ معلومات تفيد بأن مجموعة الشويري ستخلف قريباً الشركة كوكيل إعلاني لـ«الحياة». ويتردّد أن الاتفاق حصل أخيراً مع شركة «مكشف» التي يمكلها الأمير. كما يجري الحديث عن مبالغ طائلة مترتبة على «يونايتد غروب» لمصلحة خالد بن سلطان وعشرات ملايين الريالات التي كان يجب أن تسددها شركة كيوان، ولم تفعل.
لكن سبب الخلاف يتعدى مشكلة الديون، وفق ما تورد مصادر مطّلعة. والمعلوم أن «يونايتد غروب» تعاني أزمة مالية. والدليل هو التأخّر في دفع الرواتب في جريدة «صدى البلد» ومجلة «ليالينا»، كما توقف بث فضائية «الوسيط» بعد أشهر من انطلاقها. وهذه الشركات كلّها تدور في فلك «يونايتد غروب» أو مالكيها.
يُذكر أن «الشركة الوطنية» التي يقع مركزها الرئيسي في السعودية، وقّعت عقداً في وقت سابق مع شبكة «الجزيرة» كوكيل إعلاني قبل أن يفسخ العقد بعد أشهر من طرف «الجزيرة» وقد تولى إدارة المشروع حينها مروان ديماس.
وتشير مصادر في الدوحة إلى «حالة من القلق الشديد» لدى «المؤسسة القطرية للإعلان» Omedia نتيجة إخراج «الوطنية» من السعودية حيث مركز الثقل الإعلاني. كما تواجه مؤسسات كيوان في سوريا «أزمة غير واضحة». ويتردّد بقوة أنّ أحد أبرز مساعدي كيوان وشركائه يواجه أزمة مالية، ترافقت مع صدور قرار قضائي يؤثر على الأصول العائدة إليه.