يستكمل «مسرح المدينة» أنشطته الفنية الداعمة لفلسطين وغزة وجنوب لبنان، عبر برنامج فني مكثف ينظمه بالتعاون مع مبادرة «حسن الجوار» في «الجامعة الأميركية في بيروت»، ويبدأ بمسيرة شعبية اليوم ويُختتم بالموسيقى والترانيم. منذ حرب الإبادة على غزة، لم يتوانَ «مسرح المدينة» كمؤسسة ثقافية عن تقديم الدعم إلى قطاع غزة وجنوب لبنان، فنظم أمسيات ولقاءات تتضمن أعمالاً فنية متعددة، من أفلام وثائقية، وعروض ونقاشات للتذكير بقضية فلسطين. يأتي ذلك في وقت لا تتوانى فيه فضاءات مسرحية، في بيروت تحديداً، عن عدم الإشارة إلى ما يجري من قتل، وتهجير، وتدمير، وتطهير عرقي. تؤكد المسرحية اللبنانية نضال الأشقر، أنه «لا يمكن لـ «مسرح المدينة» أن ينسلخ عن الواقع السياسي المحلّي والقومي والعالمي. نحن نعيش في عوالم متداخلة ومتفاعلة، والمسرح لا يمكنه ألّا يتفاعل مع هذا الواقع، ثم إن الفن المسرحي، هو إلى حد كبير، انعكاس لما يعيشه المجتمع من حالات سياسية واجتماعية وإنسانية وغيرها. أما في ما يتعلق بما يجري في غزة وجنوب لبنان، فإنه من الواجب علينا كفنانين، أن نمتثل لمبدأ «كل مواطن خفير» وأن لا تتصف مواقفنا من هذا الحدث، أو ذاك الشخص، بالميوعة، التي تلامس التواطؤ». وتضيف أنّ ««مسرح المدينة» عمل على تخصيص ندوات خاصة لغزة، وسوف نستقبل من جديد الطبيب غسان أبو ستة، كما سنستقبل الروائية الهندية أرونداتي روي، واستقبلنا المؤرخ فواز طرابلسي، وشربل نحاس، وسوف نتابع هذه الندوات حتى آخر السنة، في إطار التضامن ضد العدو الإسرائيلي والاستيطاني». وتوضح أنّ «المسألة ليست من باب الانتماء القومي فقط، بل من باب الإدراك الثابت، بأنّ المشروع الصهيوني يهدد لبنان بالذات. المواقف ليست مبنية تضامناً مع أهل غزة والشعب الفلسطيني فحسب، بل هي أيضاً مبنية على أننا نعرف أننا في خطر. نحن في «مسرح المدينة» معنيون بما يجري حولنا على نطاق مثقفين وفنانين ومبدعين وطلاب عالميين، يقفون مع القضية الفلسطينية، وضد الإجرام الإسرائيلي، فهل من الممكن أن يقف عالم الفكر والثقافة والفن في العالم، مع القضية الفلسطينية، ونحن هنا نبقى على الحياد؟ إن وقوف «مسرح المدينة» مع فلسطين يكسبه ويزيد من احترام الآخرين لهذا الصرح ومن احترامنا لذاتنا». عليه، يستكمل «مسرح المدينة» نشاطاته الداعمة لفلسطين. إذ تنطلق اليوم «مسيرة لِفلسطين» (السادسة عصراً)، من بوابة «الجامعة الأميركية في بيروت» مروراً بـ «شارع بلس» وصولاً إلى «مسرح المدينة»، وهي مسيرة ستحشد الطلاب والوفود الشعبية والفنية والثقافية... ويتخلّل الأمسية افتتاح معرضين (راجع مقال الزميلة رنا علّوش في مكان آخر من الصفحة)، لتختتم بـ «ترنيمة لفلسطين» التي تحييها غادة غانم (راجع الكادر).

* «أمسية تضامنية مع غزة»: اليوم ـــ يبدأ التجمع أمام بوابة «الجامعة الأميركية في بيروت» وينطلق إلى «مسرح المدينة» (السادسة مساءً). الدخول مجاني. يعود ريع أسعار البطاقات لدعم «صندوق غسان أبو ستة».