1 نظرة) حتى في الأعماقِ السحيقة
حيث العتمة الموحشة، الحياةُ
ترعى صغاراً، تخضِّب أصابعهم
وإذْ ينامون تغطيهم بنظرة.

2 رجاءٌ
ينامُ
علَّ جرحاه
يهدأون
علَّ الرياح تكنّ
علَّ موتى يغادرون

مخرتْ سفنٌ طويلاً رأسَه
وعليه الآن أن يستريح.

3 فحمٌ
لأنّ خبزه قليل
دلقوا تعباً على وجهه
ولأنّه يحبّ الشمسَ والشجر
من ساقيه عُلِّق.

4 الليل
نهضَ
ألقى نظرةً
على الوحشةِ
المتدلّيةِ
من عينيه
ولم يساوره شكّ
أنّه الليل.

5 غرباء
مشوا إلى المدينة
مِنَ الجبالِ البعيدة
حفاةً خلف جنازة صامتين
كانت أقدامُهم تبعثرُها الرياح
وحقولُهم تختفي خلفَ عيونٍ ماطرة.

6 نافذة على البحر
النهرُ يغمرني
وأنا ثمرةُ الأرضِ العاشقة
تكتبُ الرياحُ على وجهي أنغامَها
والمدى تشيّعُه نظراتي

تدورُ الأرضُ ليدي
التي تمسك الفصولَ
مبتهجةً بالريحِ
والمطرِ والزهرِ والحقول
وبيدي أرفعُ النجومَ
أطلقُها في السماوات
لأحتفلَ بالمسافة

مرّةً كنتُ الغابة
مبتدئاً بالغصون
سيّداً في مملكةِ النبات
أحملُ رؤوسَ الشجرِ إلى أعلى
وأنامُ كالطير محروساً بالنسائم

مرّةً كنتُ المغاور والصخور والوديان
مسبوقاً بحذرِي في مملكةِ الحيوان
وبناري التي أشعلتُها بحجر
لأغيّر صوتي

ومرّةً كنتُ الحقولَ في سهولِ العالم
المتفتّحِ بأصابعي الرشيقةِ وظهري المستقيم
تجلدُني السياطُ وأطعِمُها خبزاً
لتسمنَ وأنحل وأنتقم

الآن أُكملُ دورةَ عمري
يصدِّعُني الحديدُ بعجلاتِه
يملؤني النفطُ لأتخثّرَ بالكربون
يجتاحُني الوحلُ
لينامَ في دمي الرصاص
ليشدَّني الحجر

أُكمِلُ دورةَ عمري
لأفتحَ نافذةً على البحرِ
وأسابقَ الريح.

7 مجنون
الغريبُ
يمسّد شعرَ الوحدة
يظنّ أنّ الله قريب
فيقصّ القصص

يظنّه العابرون مجنوناً
فيصمت.