في زمن تتراجع فيه مساحات الشعر ومساحات الكتاب، أصرّ الشاعر معز ماجد (معظم انتاجه باللغة الفرنسية) على تأسيس سلسلة شعرية مخصصة للشعر بعنوان «ش» بالتعاون مع «دار نقوش عربية» التي تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى إحدى أهم دور النشر التونسية. معز ماجد (1973) نشأ في بيت شعري، إذ كان والده الراحل جعفر ماجد (1940-2009)من أبرز شعراء الرومنطيقية في تونس أصدر 15 كتاباً باللغة الفرنسية وأسّس مهرجان «سيدي بوسعيد للشعر العالمي» قبل عشر سنوات الذي تحوّل إلى موعد سنوي للشعراء بكل اللغات في قرية سيدي بوسعيد، أجمل الوجهات السياحية شمال العاصمة التونسية. كما حصل على «جائزة بول فيرلين للشعر الحرّ» في فرنسا فاجأ القراء بإصدار أول كتاب شعري باللغة العربية ضمن هذه السلسلة بعنوان «مدائن الماء» قدّمه الشاعر أشرف القرقني. وهو الكتاب الثالث ضمن هذه السلسلة بعد مجموعة «في حضرة السوء» للشاعر التونسي محمد العربي، و «انس أنها ليست هنا وقصائد أخرى» للشاعر المالطي نوربرت بوجاية.تصدر هذه السلسلة الشعرية بمبادرة من «مهرجان سيدي بوسعيد للشعر العالمي» و«دار نقوش عربية» لإعادة الاعتبار للشعر في زمن ملايين الشعراء وغياب الشعر. وستنحاز هذه السلسلة كما هو واضح من عناوينها الثلاثة الأولى إلى قصيدة النثر والعودة إلى الينابيع الأولى للقصيدة بما هي احتفاء بالذات وحوار متواصل مع الكون والأشياء.
وفي تقديمه لهذه السلسلة، قال الشاعر معز ماجد إنّه أراد مع الناشر منصف الشابي تكذيب السردية القائلة بأن «زمن الشعر انتهى وأن الكتاب الشعري لا يقرأ. وستؤكد هذه السلسلة على أنّ محبي الشعر ما زالوا أحياء، بل أنّنا في حاجة اليوم إلى الشعر أكثر ربما من أي زمن مضى، فالشعر هو صوت الانسان الخالد».
أما عن مجموعته الأولى باللغة العربية «مدائن الماء» فكتب الشاعر أشرف القرقني في تقديمه للمجموعة «يمتلك هذا الصوتفي واقع الأمر، عيوناً كثيرة إنما هي عيون طفل متسكع على طريقة بودلير، يترحّل بين الأحراش ومواطن الريّاح والشّعاب. كما يتنقّل بين المدن والشّوارع والمتاجر، يسري في نسغ الأزمنة الماضية وذكرياتها».
يذكر أن معز ماجد أنتج وقدّم عشرات البرامج الثقافية خصوصاً الأدبية على موجات «إذاعة تونس الدولية» (رسمية ناطقة بالفرنسية ) مع الشاعرة آمنة الوزير .