انسحب الفنانون العراقيون ليث كريم ورائد مطر وسجّاد عبّاس أخيراً من الدورة الـ 12 من معرض «بينالي برلين»، احتجاجاً على عرض عمل يظهر آثار تعذيب لمعتقلين سابقين في سجن «أبو غريب»، وفق ما ذكر موقع «آرت نيوز».جاء ذلك بعدما نشر الحدث الألماني البارز، يوم الثلاثاء الماضي اعتذاراً للفنانين العراقيين الذين احتجوا على العمل الفنّي Poison Soluble للفنان الفرنسي جان جاك ليبل، بعد الافتتاح في حزيران (يونيو) الماضي.
واشتد الجدل بشأن العمل في أواخر تموز (يوليو) الماضي، عندما نشر الفنان العراقي، ريجين ساهاكيان، رسالة مفتوحة حول العمل وقعها أكثر من 10 فنانين، من بينهم العراقيون الثلاثة المشاركين في المعرض. وقال هؤلاء إنّهم سيسحبون أعمالهم من المعرض، واصفين الاعتذار بأنّه «غير كاف»، ومعتبرين أنّه «محاولة استغلال لعملنا وهوياتنا كعراقيين».
وكتبوا في بيان نشره موقع Artforum: «في معرض يعطي الأولوية لعرض العراقيين المسجونين ظلماً الذين تم تصويرهم وهم يتعرضون للتعذيب الجنسي والبدني، لا نجد صدقاً أو شفافية في هذا الرد الأبوي».
وفيما ذكر بيان «بينالي برلين» إنّ عضوة الفريق الفني في المعرض، آنا تيكسيرا بينتو، استقالت احتجاجاً على العمل، قال المنظمون أيضاً: «نعتذر لأنّ وضع لوحات الفنانين العراقيين المتأثرين بالقرب من عمل جان جاك ليبل تسبّب لهم في ألم شديد... لم نقدر حساسية الموقف. ونعتذر عن عدم مناقشة تنسيق وضع لوحاتهم مسبقاً في هذه الحالة الخاصة. وبالمثل، نأسف لأنّ عملية استبدال الأعمال استغرقت وقتاً طويلاً».
إلا أنّ النصّ لم يذكر ما إذا سيتم حذف عمل ليبل، رغم أن المعرض أشار إلى أنّه «يعمل مع الفنانين المحتجين على إيجاد طريقة لحل الموقف».
علماً بأنّ «بينالي برلين» يُقام كل عامين أو ثلاثة أعوام، في خمسة فضاءات في العاصمة الألمانية، ويضم أعمال فيديو ومنحوتات ولوحات وأشكالاً فنية أخرى.