يوم الجمعة الماضي، اختتم «أسبوع كنفاني الثقافي» الذي تنظمه دائرة الثقافة ودائرة العمل الشبابي لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني فعالياته باحتفال ثقافي فني حاشد أقيم في «مسرح الشمس» في عمّان. وقال مقدّمه، الشاعر رامي ياسين: «نحتفي اليوم تكريماً لأديب ومفكر كان كتيبة من دبابات الوعي وآلاف من مخربين أحلام الطغاة، عرف العدو فأخافه، وقتله عدوّنا دون مواجهة، تماما كما نعرّف الفعل الجبان، وها نحن نمارس ما مارسه كنفاني: فعل التحريض بالثقافة والوعي. نحتفي جميعنا لنقول: تعالوا لندق جدران الخزان، جدران وضعنا السّاكن والسّاكت.ولنعلن رفضنا للقمع والكبت والخوف وسياسة التخويف. وندعم المقاومة باعتبارها ثقافة ونهجاً ومحوراً».وفي كلمة اللجنة المنظمة التي ألقاها نائب الأمين العام للحزب عصام الخواجا، أشار إلى أنّ إستحضار غسان كنفاني، وإعادة قراءته بعد خمسة عقود على رحيل جسده، «لم تعد محصورةً في إحياء ذكراه، أو مناسبة للترحم على روحه، والتذكيرِ به شهيداً ارتقى في مسيرة المواجهة الطويلة مع الاحتلال الصهيوني، لا بل إنّها أصبحت حاجة وضرورة لإعادة بناء الجبهة الثقافية العربية المقاومة للمشروع الصهيوني الامبريالي الاستعماري، وهي من وجهة نظرنا كحزب، من أهم وأخطر جبهات التصدي والمقاومة، فجبهة المقاومة الثقافية، تمثل العماد والأساس لكل أشكال المقاومة للاحتلال وكافة تجلياته، وتمثل الضمانة لاستمرارية الوجود وإعادة الانتاج المبدع لروح وكينونة الهوية العربية المقاومة لأي هيمنة أجنبية احتلالية واستعمارية ، وبشكل خاص عندما يختل ميزان القوى الاقتصادي والعسكري والجيوسياسي لصالح العدو».
وأكّد الخواجا أنّ غسان قد بيّن أنّ الترابط الصحيح بين البعدين «الوطني» و«القومي» هو قضية «محورية أساسية، وأي فصلٍ بينهما يلحق أضراراً كارثية ومميتة بحركة المقاومة الفلسطينية. إنها رسالةُ غسان؛ رسالةُ المقاومة والثورة المستمرة».
وختم الخواجا كلمته قائلاً: «الأردن مستهدف من المشروع الصهيوني تماماً كما هي فلسطين، وبقراءتنا فنحن مستهدفون من كيان الإحتلال كأمة مجتمعة وليس فقط كأقطار عربية متفرقة. وهذه الرؤية هي التي يجب أن تكون واضحة أمامنا، حتى نستطيع صياغة وتطوير المجابهة مع المشروع الصهيوني برمته وهزيمته ودحره الناجز».
وقدّم كورال «أجيال الوحدة» مقطوعة غنائية بعنوان «غسّان علمنا»، فيما قدّمت فرقة «الحنونة» للثقافة الشعبية أربعة مشاهد تحكي قصة الفولكلور الفلسطيني ونماذج متعددة من دبكة بلاد الشام.
كما ألقى الشاعر صلاح أبو لاوي مجموعة من قصائده وسط تفاعل الجمهور معها، وأهدى إحداها بعنوان «الصقر» لروح الشهيد غسان كنفاني، حيث خاطب أبو لاوي الشهيد غسان كنفاني «فارس الزمن المقاوم»، بلسان يمثل الناس المحبطين في زمن التفاوض، وإذا هم مهدودون بسبب التفريط، تائهون بلا أرواح، وإذا هم يحسدون الشهيد كنفاني، لا لشيء إلا لكون السماء اختارته من ذالك الوقت إليها حتى لا يشهد ما نشاهده اليوم من تراجع تحول بالنضال نضالا ضدّ البنادق.، يقول فيها:
«هل صعد (الحكيم) اليك يا غسان/ في عليائك الأبدي/ ينزف حلمنا/ نحن الخسارة/ لا يطيق الحر/ أن يحيا الخسارة مرتين/ والبحر الكبير يخيفنا/ نحن الذين كتبتنا/ خنّاك/ لا عادت لنا حيفا/ ولا عدنا/ ولا شئنا سداد الدين». واختتم الفنان كمال خليل الموعد بوصلة غنائية.