اختُتمت، مساء أمس السبت، في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي، النسخة الرابعة من «أيام قرطاج الكوريغرافية» بعد أسبوع من العروض من تونس ومصر وفرنسا وكندا وغيرها. حملت نسخة 2022 شعار «نلتقي» بعد احتجاب عامين فرضته جائحة كورونا، في ظل الاكتفاء بعروض رقمية. تابع الجمهور أمس عرض «أكزاك نفاد صبر الشباب» لهالة فطومي وإيريك لامورو، وعرضاً لنوال اسكندراني بعنوان «أبيض وأسود» في اختتام المهرجان الذي ضم 25 عرضاً تنوّعت بين محلية وأجنبية، إلى جانب ورش عمل ولقاءات في الاختصاصات الفنية الكوريغرافية.
مدير «أيام قرطاج الكوريغرافية»، سليم بن صافية، قال لـ «الأخبار» إنّها كانت «دورة التواصل المباشر مع الجمهور ومع فنانين من الخارج بعد عامين من كوفيد توقّف فيهما النشاط الفني والثقافي... وبعد دورة تم تنظيمها على منصة رقمية». وأضاف: «قدّمنا عروضاً في القاعات وفي الشارع وركّزنا على الحضور التونسي بعد عامين من بطالة الفنانين... ولأنّ العالم يريد أن يرى ويتابع التجارب التونسية الشابة التي وجدت فرصتها في المهرجان الذي وفّر فرصة التواصل المباشر مع منظمي المهرجانات في العالم». واعتبر سليم بن صافية، وهو من أبرز الراقصين الشباب، أنّ «هناك ثورة كبيرة في مجال الرقص من خلال الأعمال المشتركة مع فنانين عالميين وهو ما يساهم في تجاوز النظرة السيئة للرقص... الإقبال الكبير على عروض الشارع يعني أنّ هذه النظرة بصدد التغيّر و«أيام قرطاج الكوريغرافية» ساهمت فيها لأنها تقدّم عروضاً على مستوى فني عال عروض تتحدّث على تونس وعلى المواطن التونسي».
وشدد بن صافية على أنّه شارك في الحدث «أكثر من خمسين ضيفاً بين مديري مهرجانات وقاعات من أجل خلق صلة مع المحترفين في سبيل تحقيق الشراكة بين التونسيين والعرب والأجانب».
يبدو المهرجان الذي أُسدل الستار عليه أمس وكأنّه صرخة في وادٍ... وادي المهرجانات العربية المتشابهة والمكرورة التي تكرّس ثقافة تقليدية لا تمنح مجالاً للشباب ولا للتجريب ولا لرؤى مغايرة للفن والجسد. وتبقى مشكلة الفنانين الذين احترفوا الرقص وبصدد أعمال فنية في هذا المجال أنّهم لا يجدون مجالاً لتقديم أعمالهم خارج هذا المهرجان اليتيم ضمن خارطة مهرجانات لا تعترف بالرقص كإيقاع إبداعي إنساني. لذلك يبدو هذا المهرجان الذي أطفأ شمعته الرابعة مع غياب عام (2020) وكأنّه حلم فني.