اختُتمت أمس الدورة العشرون لـ «أيام الفداوي» (الحكواتي) في جوهرة الساحل التونسي مدينة سوسة كما يسميها التونسيون. هذه التظاهرة ترتكز أساساً إلى فن الحكي وكانت أول تظاهرة متخصصة في هذا المجال، تنظم في تونس بمبادرة من «جمعية أحباء المكتبة والكتاب» في سوسة. وسجّلت هذه النسخة مشاركات من تونس ومصر والمغرب وإيطاليا وفرنسا والجزائر وفلسطين. تضمّن البرنامج مجموعة من العروض نذكر منها «حكاية بر بن مقام» لـ «جمعية محمد الزرقاطي» في سوسة، ومعرضاً للفنانة التشكيلية كريمة الحناشي بعنوان «نسيج الذاكرة»، إلى جانب عروض لمختبرات الحكي في المكتبات العامة في محافظة سوسة وعروض «المندرة» لياسين بن علي و«حكايات الجدود» للطاهر عزالديني، و«الحجاي قال» لعماد الوسلاتي و«بوسة خال» لهدى بن عمر ومجموعة من العروض في أرياف المحافظة تحت عنوان «الفداوي (الحكواتي) الجوال»، ومختبر تفاعلي في متحف سوسة بعنوان «الزمان والمكان في الحكاية الشعبية» وندوة تكريمية للراحل عبدالرحمان أيوب أحد رواد تدريس السيرة الشعبية في الجامعة التونسية والدراسات المتخصصة في سوسيولوجيا التراث الشعبي والسيرة الهلالية بحضور عدد من طلبته وزملائه وشهادات لباحثين عرب عبر تطبيق زوم، إلى جانب مختبر تفاعلي حول فن الحكي تأطير المسرحي كمال العلاوي ووحيدة الدريدي وعماد الوسلاتي وغيرهم ومحاضرة للمغربي ادريس كسرى حول تجربة مسرح الحلقة في المغرب.
فن الحكي المعروف في تونس بـ «الفداوي»، وفي المغرب بـ «القوال»، وفي المشرق العربي بـ«الحكواتي»، أصبح له جمهوره في تونس خلال السنوات العشرين الأخيرة بعد تأسيس هذا المهرجان الذي كان وراء نشر هذا اللون المسرحي الذي يعتبره بعض مؤرخي المسرح العربي بأنه الرحم الذي نشأت فيه التجربة المسرحية العربية ما قبل اكتشاف العلبة الإيطالية.
وهذا المهرجان تناسلت منه مهرجانات أخرى في المدن والقرى التونسية التي تعنى بفن الحكي في علاقة بالتوجه الى الأطفال والناشئة لاستعادة تقاليد الحكاية الشعبية، خصوصاً في فضاء المكتبات العامة.