وديع سعادة: عودة «الوعي المجروح»

  • 0
  • ض
  • ض
وديع سعادة: عودة «الوعي المجروح»

منذ مجموعته الأولى «ليس للمساء إخوة» التي نشرها عام 1968 في تجربة خاصة، إذ كتبها ووزعها بيده، بدا أن الثيمة الأساسية التي ستكون هاجس قصيدة الشاعر اللبناني وديع سعادة (1948) هي ذاكرة الكارثة، وأننا أمام محاولة لرسم العالم «كوعي مجروح وحضور مسلوب» كما وصفت تجربته ذات مرة الناقدة خالدة سعيد. افتتح الشاعر مجموعته الأولى آنذاك بإعلان صارخ عن الألم «في هذه القرية/تُنسى أقحواناتُ المساء/مرتجفةً خلف الأبواب. في هذه القرية التي تستيقظ/ لتشرب المطر/ انكسرتْ في يدي زجاجةُ العالم». تقف تجربة صاحب «رتق الهواء» دوماً أمام الفظيع والمؤلم والخفي والطفولي في أجواء بعيدة عن المدينة وقريبة من هدوء ريفي، ظل مسيطراً على شعر ابن قرية شبطين حتى بعد هجرته إلى أستراليا عام 1988. هدوء يخبئ تحته صوراً من العنف خلف أبواب البيوت وتحت الشمس. استمر وعي سعادة الجريح في مجموعاته التالية، وأخذ أشكالًا مختلفة، فانطلق من ذاته إلى الإنسان وعبثية وجوده واصفاً البشرية كلها بـ «الغباريون». أمس، أعلن سعادة على صفحته الفايسبوكية عن صدور أعماله الكاملة عن «النهضة العربية» التي نُشرت للمرة الأولى عام 2008، وتضم 14 ديواناً من بينها «رجل في هواء مستعمل يقعد ويفكّر في الحيوانات»، و«مقعد راكب غادر الباص»، و«بسبب غيمة على الأرجح».

0 تعليق

التعليقات