«أنتمي إلى حركة اسمها الحياة»، قال الكاتب والمخرج سعد هدابي (1962-2022)، في المقابلة التلفزيوينة الأخيرة التي أجريت معه قبل أن يرحل صباح اليوم بعد صراع مع المرض، تاركاً عدداً كبيراً من المسرحيات والأعمال الدرامية والأعمال السينمائية التي نال عنها الجوائز، كان آخرها حصوله على ذهبية «مهرجان القاهرة السينمائي» عن عمله «التلاسيميا» عام 2017.رحل مخرج فيلم «إنهم يقتلون النوارس» في الديوانية التي ولد فيها ومنها بدأت تجاربه المسرحية في سن باكرة، بانتمائه لفرقة «الفن الثوري»، فقدم مع المخرج يحيى داوود مسرحية «مساء التأمل»، و«فرح شرقي» للمخرج صباح عطية، ودفعته هذه التجارب التي اختبرها قبل أن يبلغ العشرين إلى دراسة الإخراج المسرحي. التحق بمعهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1979، وتابع دراساته، فكتب أطروحة حول مسرحية «كيف يتم تخليص السيد موكينبوت من آلامه» للكاتب بيتر فايسو.
رغم تخصصه في الإخراج، بدأ الراحل ممثلاً على المسرح، فشارك بالوقوف على الخشبة في أربعين مسرحية من بينها بطلاً في عمل «رسالة الطير» لقاسم محمد التي وقف فيها إلى جانب سها سالم وحسن عزيز، ولعب دوراً في مسرحية «بستان الكرز» المأخوذة عن نص تشيخوف الشهير وأخرجها مهند طابور.
ومثلما أخرج هدابي مجموعة من الأعمال، كتب أيضاً مسرحيات نفّذها مخرجون آخرون، منها «نزيف المومياء»، و«زنوبيا» التي قدمت في قلعة دمشق عام 2005، ومسرحية «قمر حبيبتي» للفرقة القومية العراقية، و«آدم والحصان»، و«يورانيوم»، ومسرحية «ابصم باسم الله»، وهي أحدث ما قدم على الخشبة في 2017.
كتب هدابي الدراما أيضاً. قدم بالتعاون مع مخرجين لبنانيين في بيروت أعمالاً عدة منها، مسلسل «أعشاش على أغصان ميتة» من إخراج هادي عمران، و«العنقاء» من إخراج كابي سعد. كما كتب أعمالاً من إنتاجات عراقية منها «العودة إلى أوروك».
برز هدابي أيضاً ككاتب سيناريو لأعمال سينمائية من بينها «نفوس مطمئنة» من إخراج منير راضي، و«قطعة حجر» لعذراء ياسين، ومن أعماله الوثائقية أفلام «بقايا رماد»، «فدعة»، و«السانية». كذلك أخرج مجموعة من الأفلام أبرزها «واحة الفرات»، «الدرع الأمين» وفيلم «سبايكر».
انهمكت أعمال الراحل بالمرأة العراقية والواقع بعد الحرب، وبالتاريخ السياسي والاجتماعي للبلاد. كما استلهم في كثير من كتاباته عالم ميثولوجيا بلاد ما بين الرافدين، فكانت ملهمة له بأعمالها الكبرى مثل جلجامش وغيرها من الأساطير.