انطلقت مساء الاثنين الدورة السادسة من «مهرجان سيكا جاز» الذي يستمد اسمه من الاسم القديم لمدينة الكاف (شمال غرب على الحدود الجزائرية) سيكافينريا التي تعني آلهة الجمال وستتواصل عروض المهرجان حتى 13 أيلول (سبتمبر) الحالي. هذا المهرجان غاب العام الماضي وتأجّل ثلاث مرات هذا العام، وهو يحاول أن يعوّض «مهرجان طبرقة الدولي لموسيقى الجاز» في ستينات القرن الماضي الذي مرّ به معظم نجوم الجاز في العالم، وقد تزامن غيابه مع غياب «مهرجان جاز قرطاج» لعامين متتاليين. الجديد في هذه النسخة أنها تتوزع بين ثلاث محافظات في الشمال الغربي التونسي وهي الكاف وسليانة والقصرين. وقد اختارت هيئته المنظمة تقديم العروض في مناجم قديمة مثل منجم الحديد في مدينة الجريصة، وهو المنجم الذي خرج منه الحديد الذي استُعمل في بناء المعلم السياحي في باريس التوريفال، وكذلك منجم الرصاص في مدينة تاجروين وموقع «ألتيبيروس» الأثري وموقع مكتريس في مدينة مكثر، وموقع مائدة يوغرطة في مدينة قلعة سنان المرشح ليكون ضمن المواقع والمعالم المحمية من اليونسكو مثل مواقع مدينة حيدرة الشاهدة على ما قبل التاريخ وعلى مجد الامبراطورية الرومانية.
البرنامج غابت عنه العروض الدولية بسبب أزمة الملاحة الجوية وكوفيد 19، لكنه تضمن مجموعة من العروض الشبابية التونسية لفنانين بدأوا يشقون طريقهم في عالم الجاز مثل عرض «سينوج» لـ «بنجامي» في منجم الحديد في الجريصة وعرض مجموعة «مالك الأخوة وأصدقاؤه»، وعرض إيمان خياطي في سد وادي سراط، وعرض مريم توكابري بعنوان «بين تونس وهافانا» في موقع «ألتيبيروس» الأثري بالدهماني وبديعة بو حريزي في عرض Alorea Kahrumiqa، وعرض Afronot's لإبراهيم شيدا في منجم الرصاص في منزل سالم في مدينة تاجروين وسيكون الاختتام في الموقع الأثري مكتريس بعرض «ليلة في تونس» لياسين بولعراس
الملفت أن هذه الجهة المعروفة بتضاريسها الجبلية الصعبة الممتدة على طول الحدود التونسية الجزائرية تعاني الفقر والارهاب ومعظم مواقعها الأثرية مهملة. وتأتي هذه المبادرة لتثمين هذه الآثار الشاهدة على الامبراطورية الرومانية التي كان نفوذها يمتد بين ضفتي المتوسط وكانت تونس مركزاً أساسياً من مراكز نفوذها.
لذلك سيتم تصوير كل العروض وبثها مجاناً على المنصات الرقمية مثل اليوتيوب وتويتر والفايسبوك والموقع الرسمي للمهرجان لتثمين هذه المعالم كما أكد لنا مدير ومؤسس المهرجان الناشط الثقافي والمحامي رمزي الجبابلي الذي نجح في تأسيس مهرجان مختلف عن السائد أصبح نافذة للفنانين التونسيين الشبان المفتونين بموسيقى الجاز.