لقي فيلم Flag Day، أحدث أعمال شون بن الذي أخرجه ومثّل فيه إلى جانب ابنته ونجله، ترحيباً حاراً خلال عرضه ضمن فعاليات الدورة الرابعة والسبعين من «مهرجان كان السينمائي الدولي»، أوّل من أمس السبت، إذ صفّق الحاضرون له دقائق عدة، ليقلب صفحة الفشل الذريع للممثل قبل خمس سنوات في الحدث نفسه.وحضر النجم الأميركي البالغ 60 عاماً عرض هذا الفيلم المرشح لنيل السعفة الذهبية، إلى جانب ابنته التي مثّلت في العمل مع شقيقها هوبر جاك بن الذي أدى دور البطولة للمرة الأولى في أحد أفلام والده.
وقال شون بن لدى وصوله على السجادة الحمراء قبل العرض «لقد وثقنا بالسيناريو، مع قصة يمكن أن تفاجئنا ونأمل أن تفاجئ الجمهور أيضاً».
يستند هذا الفيلم ذو الطابع الكلاسيكي التقليدي لكن مع أداء تمثيلي وُصف بأنه مقنع، إلى قصة حقيقية عن والد يُدعى «جون فوغل» (شون بن) يعيش على السرقات الصغيرة ولم ينجح في توفير التعليم المطلوب لأبنائه.
وبسلوك مؤثر ومثير أحياناً للشفقة، يكافح الأب من أجل الحفاظ على مظاهر الحياة الناجحة أمام أبنائه، لكن ماضيه يلاحقه ويطيح بكل جهوده، كما حصل معه عند تلقيه تهديدات من دائنيه على مرأى من ابنته. وتحاول الأخيرة (ديلان بن) بناء نفسها رغم كل شيء، وهي تبذل قصارى جهدها لإعادة نسج العلاقة مع والدها.
وتدور أحداث الفيلم بين سبعينيات القرن العشرين وتسعينياته. وقد استُخدمت تقنيات رقمية في نصف مشاهد شون بن لتصغير شكل الممثل الشهير الذي ظهر سابقا في افلام لكلينت إيستوود (Mystic River الذي فاز عنه بجائزة أوسكار سنة 2004)، وتيرينس مالك (Thin Red Line) أو غوس فان سانت (Milk الذي فاز عنه بجائزة أوسكار ثانية العام 2009).
ولشون بن تاريخ طويل مع المهرجان، إذ شارك للمرة الأولى في المنافسة قبل ربع قرن كممثل مع «شيز سو لافلي» لنيك كاسافيتس، وهو يشارك للمرة الثالثة في السباق لنيل السعفة الذهبية كمخرج.
وكانت مشاركة شون بن السابقة قد انتهت بفشل ذريع مع فيلم The Last Face قبل خمس سنوات. فقد أثار العمل خلال عرضه في «كان» ضحكاً بين الحاضرين وانتقادات لاذعة من الصحافيين والنقاد خصوصاً بسبب المزج بين الأنواع. حتى إن المخرج نفسه أقر بأنه «تلقى صفعة في كان».
شون بن المولود في ولاية كاليفورنيا الأميركية والذي حصد إعجاب النقاد والجمهور على السواء مع أفلام مثل Into the Wild، ليس النجم الوحيد الذي تألق على السجادة الحمراء في اليوم الخامس من «مهرجان كان السينمائي». فقد سبقته أسطورة سينمائية أخرى على درج المهرجان هي كاترين دونوف البالغة 77 عاماً والعائدة بعد عام ونصف العام من إصابتها بنوبة دماغية، وبعد سبعة وخمسين عاماً على إطلالتها الأولى في المهرجان مع فيلم «لي بارابلوي دو شيربور» لجاك دومي (1964) الذي فاز بالسعفة الذهبية.
وقالت دونوف: «أنا سعيدة بعودة عجلة مهرجان كان والسينما إلى الدوران، إنه أمر مؤثر حقا بالنسبة لي».
وتشارك الممثلة الفرنسية الشهيرة التي يزخر رصيدها بـ 140 فيلماً، في المهرجان هذا العام بفيلم «دو سون فيفان» لإيمانويل بيركو من خارج المسابقة الرسمية.