بعد توقفه العام الماضي وتنظيمه في نسخة افتراضية، يعود «مهرجان قابس سينما فن» هذا العام، بين 18 و 26 حزيران (يونيو). ويحمل المهرجان الذي ما زال في بداياته (النسخة الثانية) اسم مدينة قابس وهي مدينة جمعت بين واحات النخيل والبحر وكانت من أجمل الشواطئ التونسية قبل أن تصاب بالتلوث بسبب المركب الكيميائي. وقال عنها الرحّالة الأندلسي أبوعيبد البكري في رحلته إلى الحج «القرن العاشر ميلادي» بأنها «جنة الدنيا». هذا المهرجان السينمائي الذي ترعاه شرفياً النجمة التونسية هند صبري يسعى إلى التوعية بخطورة ما تعيشه هذه المدينة المتوسطية بسبب التلوث. وخصّصت ادارة المهرجان قسماً لأفلام تسجيلية تهتم بالبيئة بعنوان «سينما الأرض» يضمّ ثمانية أفلام. كما يتضمن البرنامج عرض تسعة أفلام تعرض للمرة الأولى في قسم الفيديو. أما العدد الاجمالي للأفلام فهو 65 فيلماً من تونس والجزائر وفرنسا ومصر والمغرب ولبنان والبوسنة واسبانيا والدنمارك وايران وسوريا وغيرها. من عناوين الأفلام، نذكر فيلم التونسية كوثر بن هنية «الرجل الذي باع ظهره» و«زنقة كونتاكت» للمخرج المغربي اسماعيل العراقي. ومن المغرب أيضاً، يشارك «قبل زحف الظلام» لعلي الصافي و«الفارس والأميرة» لبشير الديك من مصر. ومن مصر أيضاً، سيعرض المهرجان «عاش يا كابتن» لمي زايد و«دروس خرايط» لفيليب رزق، ومن سوريا «فارس الحلو… حكاية ممثل خرج عن النص» لرامي فرح، ومن الجزائر «أبو ليلى» لأمين سيدي بومدين ومن فلسطين «200 متر» لأمين نايفة، وكذلك «صيف غير عادي» لكمال الجعفري. ومن لبنان «يوم بلا غد» لمحمد سويد.
ستتوزع عروض المهرجان على السجن المدني في قابس وقرى المحافظة، إذ ستعرض الأفلام في الهواء الطلق لتصل إلى أكبر عدد من الجمهور. تقليد اعتمده «مهرجان قرطاج» سابقاً، لكنّ الفرق أن هذه العروض ستكون في الساحات العامة، إذ أن السينما هي التي ستذهب للجمهور وستكون الأفلام موزّعة بين ثلاثة أقسام الفيديو والواقع الافتراضي والسينما. ويتضمّن البرنامج أيضاً حلقات نقاش ومحاضرات حول السينما والبيئة.
هذا المهرجان في نسخته الثالثة يعيد لمدينة قابس بريقها في الثمانينات من القرن الماضي عندما كانت تستقبل في مهرجانها الدولي كل صيف أهم الكتاب والمثقفين العرب امثال أدونيس وعلي حرب وصادق جلال العظم والطيب تيزيني وأحمد عبد المعطي حجازي وصنع الله ابراهيم وجمال الغيطاني وعبد الرحمن الأبنودي وغيرهم، ممّا حوّل المدينة النائمة بين واحات النخيل والمتوسط إلى محطة مضيئة في المنطقة العربية.
وستكون هند صبري ضيفة شرف المهرجان الذي ترعاه منذ بدايته في 2019 وقد ولد بعد تجربة «مهرجان قابس للسينما العربية» التي لم تعمّر طويلاً.