«الخميس الأسود» اسم محفور في ذاكرة الشعب التونسي. ففي خميس 26 كانون الثاني (يناير) 1978، تحوّل الإضراب العام الذي دعا إليه «الاتحاد العام التونسي للشغل» إلى مواجهات دامية وصدامات عنيفة مع «الحزب الدستوري» الحاكم الذي كان يرأسه الحبيب بورقيبة (1903 – 2000) وذهب ضحيته أكثر من 300 تونسي. في العام نفسه حدث تاريخي آخر، وهو تأهّل المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم إلى كأس العالم في الأرجنتين للمرة الأولى في تاريخ الرياضة التونسية.

هذه الأحداث والتغيّرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية التي شهدتها تونس، مع الفرح الشعبي الكبير للتأهل للمونديال؛ تشكّل نواة فيلم «عالبار» (وثائقي ـــ 2019 ـــ 97 د) للمخرج التونسي سامي التليلي الذي وثّق فيه ما عُرف رياضياً بـ«ملحمة الأرجنتين» وإضراب 1978 التاريخي.
جمع التليلي نقّاداً وكتّاباً وشخصيات سياسية ومعلقين رياضيين وصحافيين عايشوا تلك الفترة، وقدّمهم في فيلمه الوثائقي ليتكلموا عن «حالة الفصام» التي عاشها الوطن ذاك العام، بين إضرابهم ومعاناتهم الاقتصادية والسياسية مع الحزب الحاكم وبين شغفهم بكرة القدم وفرحتهم بتأهل تونس لكأس العالم، وكيف نسي الشعب أو تناسى بعد أشهر دماءه السائلة على أرض الوطن على إثر فوز المنتخب على المكسيك ثلاثة لواحد.
يوثّق سامي التليلي المواجهات الدامية عام 1978


لسامي التليلي، قصة شخصية جداً مع هذه الأحداث، وهي والدته نعيمة مفتاح المعلمة والنقابية؛ التي كانت ترفض وقتها متابعة المباريات. قدّم التليلي في الفيلم قصة عامة وقصة شخصية، ولكل من تحدث في الوثائقي قصته وطريقته في رؤية ما حدث، ولكن في النهاية الخلاصة واحدة، الرياضة والسياسة متشابهتان جداً. يمكن للفيلم أن يتلخّص في جملة قالها أحد المناضلين البرازيليين ضد النظام العسكري، في وثائقي «بيليه» (2021 – نتفليكس): «عندما تبدأ الطابة بالتدحرج في الملعب، ننسى مبادئنا».

«عالبار»: بدءاً من اليوم على منصة «أفلامنا»

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا