يأمل القائمون على «البولشوي» المغلق بسبب فيروس كورونا، أن يعود راقصوه ومغنوه إلى الخشبة اعتباراً من منتصف أيلول (سبتمبر) 2020، على ما أكد مدير المسرح العريق في موسكو، فلاديمير أورين (73 عاماً)، في حديث لوكالة «فرانس برس».وفي حال صحّ هذا «السيناريو التفاؤلي»، ستستأنف التمارين في نهاية تموز (يوليو) المقبل، ما يترك وقتاً كافياً للفنانين لكي يستعيدوا لياقتهم، بحسب أورين.
غير أنّ مدير «البولشوي» أقرّ بأنّ هذا المسرح لن يستأنف نشاطه سوى بعد الرفع الكامل للقيود المفروضة لمكافحة تفشي الفيروس في روسيا. ولفت كذلك إلى أنّ الجمهور سيتمكن من التزام تدابير التباعد الاجتماعي ووضع كمامات، غير أنّ هذا الأمر غير قابل للتطبيق على الخشبة. وقال: «مسرح موسيقي مع كمامات وقفازات وتباعد لمتر ونصف المتر، هذا كله مستحيل».
وكما الحال مع مسارح موسكو كافة، لم يقدم «البولشوي» الذي تأسس سنة 1776، أي عروض منذ 16 آذار (مارس) الماضي، تاريخ المنع الموقّت لكل الأنشطة العامة الكبرى في روسيا.
ولفت أورين في المقابلة التي أجراها من حجرة تطل على قاعة المسرح التاريخية الذهبية والحمراء، إلى أنّه لا يزال يتردد باستمرار على الموقع، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ الفنانين هم أكثر من يعانون من الحجر المنزلي لأنهم يفقدون وقتاً ثميناً في هذه المرحلة التي هم بأعلى مستوياتهم البدنية فيها: «التوقف لأكثر من ستة أشهر يشكل مشكلة مهنية خطرة (...) خصوصا على صعيد الباليه». وأضاف: «المعنويات ليست جيدة تاليا و(الفنانون) يرغبون جميعا بالعودة واستئناف التمارين».
أما على الصعيد المالي، فأقرّ أورين بأنّ «كل شيء سيكون على ما يرام... «البولشوي» يملك ما يكفي من الموارد الاحتياطية للبقاء». كلام يعقب إعلان الحكومة الروسية عن مساعدة بقيمة 51.7 مليون دولار أميركي لدعم الثقافة. وتابع أورين: «بطبيعة الحال، وضع «البولشوي» كان جيدا في مراحل عملنا. لذا لدينا مخزون مالي مقبول وحافظنا على التمويل الحكومي لنا».
وفي ما يتعلق بخطّة العودة للعمل، أقرّ أورين بأنّها تعتمد على رفع تدابير الحجر الإلزامي في موسكو المقرر في 31 أيار (مايو) الحالي، مؤكداً أنّه يستند إلى «أناس يعرفون الوضع بصورة أفضل» لدى السلطات. وأوضح أنّ دور أوبرا وفرق باليه أخرى في العالم تبدو أكثر تشاؤماً، مشدداً في الوقت نفسه على أنّ العروض الأولى المزمع إقامتها في «البولشوي» لن تضم فنانين أجانب بسبب القيود المفروضة على التنقلات.
وختم فلاديمير أورين كلامه بالتأكيد أنّ أزمة فيروس كورونا سيكون لها أثران آخران يتمثلان في تراجع عدد العروض، وتقلّص التكاليف، وهي نقطة قوّة لا تتوافر إلا للمسارح الحكومية.
علماً بأنّه كان مقرراً تقديم العرض الأوّل لعرض باليه مقتبس من رواية «المعلم ومارغريتا» لميخائيل بولغاكوف مع إعادة فتح «البولشوي» أبوابه. غير أنه أرجئ لأن مصمم الرقصات في العمل، إدوارد كلوغ، يحمل الجنسية الرومانية.