رحيل محمد قارصلي محمّلاً بالحسرة

  • 0
  • ض
  • ض
رحيل محمد قارصلي محمّلاً بالحسرة

رحل اليوم محمد قارصلي (1950-2019)، بصمت. لم تلتفت المؤسسة الثقافية الرسمية نحوه يوماً، لكنه لم يغب عن الشوارع الخلفية للثقافة بمشاريع مسرحية وسينمائية لا تحصى، سواء في الكتابة أم في الإخراج. الجوائز العالمية التي حصدها لم تشفع له باختراق أسوار المؤسسات السورية، فلجأ إلى التمويل الذاتي لمشاريعه: ورشات تدريب للممثل، عروض مسرحية فوق منصات فقيرة، سيناريوات سينمائية بقيت حبيسة الأدراج، وجولات مسرحية وسينمائية إلى الهند واليابان وروتردام. رصيد ظل في منأى عن الضوء إلا نادراً. جعبة مليئة لم تحرّض أحداً على تقدير موهبته، ما جعله يعيش عزلة طويلة ومرضاً أطاح قلبه أخيراً. درس محمد قارصلي في أكاديمية السينما في موسكو، وأنجز نحو مئة فيلم وثائقي وقصير تتعلق بالبيئة والتنمية، بدعم من منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر، قبل أن تتوقف هذه المنح بتأثير الحرب على سوريا. التفت إلى المسرح بعروض مونودراما مع الفنانة ندى حمصي لفتت الانتباه إلى خصوصية المغامرة، بالإضافة إلى عروض أخرى مثل «فجر وغروب فتاة تدعى ياسمين». مات محمد قارصلي كضحية نموذجية للإهمال واللامبالاة والشللية.

0 تعليق

التعليقات