بدأ «متحف ريكز» في أمستردام البث الحي لعملية ترميم لوحة «المراقبة الليلية» التي تعدّ من أهم أعمال الرسام الهولندي الشهير رمبرانت (1606 ــ 1669)، فيما وجّه هذا الصرح الثقافي الدعوة للناس لمتابعة البث عبر موقع المتحف على مدار الساعة. ترجع اللوحة لعام 1642، ووضعت داخل غرفة زجاجية صُممت خصيصاً لتسمح بمشاهدة عملية الترميم. علماً بأنّ عمدة أمستردام وقائد الحرس المدني، فرانز بانينك كوك، طلب من رمبرانت رسمها لتُظهر صورة جماعية لأفراد المليشيا التي كانت تتولى الدفاع عن الحي.خضعت اللوحة الشهيرة لعملية ترميم سابقة قبل 40 عاماً، بعد تعرضها لتخريب متعمدة حين تم تمزيقها بسكين. يبلغ طول العمل أربعة أمتار، وعرضها أربعة أمتار ونصف، ووزنها 337 كيلوغرام. وإلى جانب حجمها الكبير، تشتهر اللوحة بأنماط الحركة والإضاءة الدرامية المستخدمة فيها.
يخشى الخبراء في «متحف ريكز» من أنّ بعض ملامح اللوحة تتغير مثل التغير الذي طرأ على ملامح الكلب الصغير في اللوحة، فيما أعلن أنّ تكلفة مشروع دراسة وترميم اللوحة ستبلغ عدة ملايين من اليوروهات، وأنها ستمكن العاملين من فهم حالة اللوحة بشكل أفضل، وفق ما نقلت «هيئة الإذاعة البريطانية».

وقال في بيان إنّ «الدراسة المفصلة أمر ضروري لتحديد أفضل خطة للترميم، والتي تشمل تقنيات التصوير، والتصوير الفوتوغرافي الدقيق، وعملية تحليل متقدمة بواسطة الحاسوب». كما جاء في البيان إنّ «استخدام هذه الأساليب وغيرها ستمكننا من الوصول إلى صورة مفصلة للوحة، وكل طبقاتها، من طبقة الألوان الخارجية وصولاً إلى القماش، وليس فقط السطح الملون».
والمشروع قيد التنفيذ هو أكبر عملية ترميم منذ عام 1975، بعدما تعرضت اللوحة للتخريب على يد رجل يحمل سكين قطع خبز، اشتبك مع حرس المتحف ثم قطع اللوحة وصاح «فعلتها من أجل الرب». كما تعرّضت اللوحة لعملية تخريب بالسكين من قبل في عام 1911، ثم الرش بمادة كيميائية عام 1990، غير أنّ الضرر كان صغيراً في الحادثتين وكان من السهل إصلاحه.
مدير «ريكز» تاكو ديبيتس، أوضح كذلك أنّ المتحف قرر السماح للعامة بمتابعة عملية الترميم لأن اللوحة «ملكنا جميعاً»، مضيفاً: «يأتي مليونان ونصف شخص سنوياً لرؤية هذه اللوحة. وهي ملك لكل من يعيش في هولندا، والعالم بأسره. وشعرنا بأن العامة لهم الحق في مشاهدة ما يحدث للوحة».