عدا بعض التعليقات العابرة في مواقع التواصل الاجتماعي، نكاد ننسى ماذا يجري في كواليس «اتحاد الكتاب العرب»، لكن انعقاد المؤتمر السنوي للاتحاد منذ أيام، أعاد هذا المنظمة إلى الضوء بعبارات من العيار الثقيل، لم تكن يوماً من أدبياتها، إذ تقدّم بعض اعضاء الاتحاد بعريضة تحمل تواقيع 156 عضواً، تدعو إلى «حجب الثقة» عن رئيس الاتحاد نضال الصالح، ما أثار فوضى ومشاحنات وشتائم متبادلة بين المنافحين عن رئيس الاتحاد وخصومه. إذ اعتبر الطرف الأول ما حدث هو «محاولة انقلاب»، و«مؤامرة»، و«ضعف انتماء وطني». لكن التصويت على حجب الثقة لم يتم لمخالفته النظام الداخلي للاتحاد، وفقاً لهؤلاء. أما الخصوم فيبررون احتجاجهم بأن خللاً أصاب جسم الاتحاد بتفرّد رئيسه في اتخاذ القرارات، وتراجع نشاطاته الثقافية ومستوى مطبوعاته.
هل أتى قرار الاستقالة استجابة لمطلب حزبي؟

اليوم فاجأ رئيس الاتحاد الوسط الأدبي بإعلان استقالته من منصبه في الاتحاد، ببيان قصير جاء فيه «تقديراً للظروف التي تعصف بالاتحاد، وحرصاً على الاتحاد وعلى نفسي، من أن تلحق بي اساءات جديدة لما تبقى من هذه الدورة، ولا سيما ما تعرّضت له في المؤتمر من سباب وشتائم واتهامات باطلة ومزيّفة، وما لحق بي من إيذاء مدبّر ومخطّط في عملي الوظيفي، أعلن استقالتي من رئاسة الاتحاد»، وأضاف: «أغادر الاتحاد مطمئناً بأنني أديت واجبي بمطلق النزاهة والأمانة والمسؤولية». هل قرار الاستقالة أتى استجابة لمطلب حزبي أم ستواجه بالرفض الرسمي كما هو متوقّع، كي لا تكون سابقة غير مرغوب فيها؟