في معرض «مدن عتيقة: رحلة افتراضية من تدمر إلى الموصل» الذي يقام في «معهد العالم العربي» في باريس، بالتعاون مع شركتي «يوبي سوفت» و«إيكونيم»، ومنظمة اليونسكو العالمية، يلج الزائر في رحلة افتراضية متكاملة داخل غياهب التاريخ العربيّ بمدنه وأمكنته العريقة التي تعرضت لأقذع الهجمات الإرهابية التدميرية وأشرسها، من لبدة الكبرى المنضوية في الشمال الليبيّ، وصولاً إلى حلب وتدمر السوريتيْن والموصل العراقية. الحدث الذي يستمر لغاية العاشر من شباط (فبراير) المقبل، يهدف إلى تسليط الضوء على الزخم التاريخيّ الذي تكتنفه هذه المواقع الأثرية وعلى أهمية إرثها البشريّ والعمرانيّ، مرمماً مظاهر التهشيم والخراب التي خلفتها الحملات التكفيرية خلال السنين الفائتة. في لوحة إبداعيّة وتقنية مبهرة، تستعيد الفعالية مشهديات أرشيفية للحركة السكانية لتلك المناطق بما فيها من تمايز دينيّ وعرقيّ لافت، مازجةً إياها مع ما تبقى من أطلالها الحجرية وصروحها الأثرية، بغية تكريس هذه الأخيرة كشاهد على عظمة تلك الحقبة في السياق التاريخيّ.