«وصلتني الدعوة، لكن التأشيرة لم تصل بعد!». إجابة سيواجهك بها عدد كبير من المثقفين والفنانين السوريين ممن تلقى دعوة للمشاركة في مهرجان أو ندوة أو معرض كتاب. ذلك أن حامل جواز السفر الكحلي شخص مشبوه في معظم المطارات والنقاط الحدودية العربية، حتى لو كان فناناً مسافراً إلى هذا البلد أو ذاك لاستلام جائزة! آخر ضحايا المنع عرض «هنّ» من كتابة وإخراج آنّا عكاش. وكانت هذه الفرقة المسرحية تلقّت دعوة للمشاركة في «مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي» (10-21 أيلول/ سبتمبر)، منذ نحو شهرين، لكن التأشيرة لم تصل حتى اللحظات الأخيرة من افتتاح المهرجان، رغم الوعود المتواصلة. على المقلب الآخر، واجهت هذه الفرقة مكابدات شاقة للحصول على جهة سورية داعمة لتأمين ثمن بطاقات السفر، من دون جدوى، بعدما صدر قرار حكومي بخفض النفقات الخارجية، فتكفّلت جهة مصرية بدفع ثمن البطاقات. لكن المشكلة لم تنته هنا، إذ اختزلت الدعوة إلى 5 أيام، بذريعة عدم توافر إقامات في فندق المهرجان، ومن دون إعلام الفرقة بالمواعيد الجديدة للسفر. لكل هذه الأسباب، اضطرت الفرقة للاعتذار عن عدم المشاركة في المهرجان. وقالت مخرجة العرض آنّا عكاش تعليقاً على هذه «الملهاة» بأن الدعوة كانت «لقياس الطريق، وقطع حدود البلدين لكي نقدّم العرض ونغادر». وأضافت: «نعم.. نحن سوريون، وباسبوراتنا الزرقاء تُرمى في وجوهنا في السفارات وعلى الحدود.. لكن هذا لا يعني أبداً أننا بلا كرامة. وأننا ما زلنا ندفع ثمناً غالياً كوننا قررنا البقاء في هذا البلد».