هدأ صخب حفلتيه في افتتاح «مهرجانات بيت الدين»،عاد زياد الرحباني من الشوف إلى بيروت. رتّب مشاريعه للأسابيع المقبلة، فأطلّ أولاً في مقابلةٍ مع الزميلة فاتن حموي في إذاعة «صوت الشعب» إلى جانب الممثّل طارق تميم. على الأجندة أيضاً، ثانياً وثالثاً، أمسيتان، في الثاني والثالث (الليلة وغداً) من الجاري، يحييهما مع فرقته التي تحمل اسم «3». الاسم/الرقم لا دلالة عددية له لناحية تركيبة الفرقة (أي ”تريو“ أو ثلاثي) إطلاقاً. فالفرقة أكبر بكثير والمقصود من الرقم هو هذا الرقم بحد ذاته، لما له من «حضور» في الوجود، بدءاً من علم الأرقام والعلوم الإيجابية وصولاً إلى العلوم الإنسانية.سبق أن أطل الرحباني تحت هذا العنوان قبل «بيت الدين»، في حانة «بلو نوت». لكنّ الموعدَين المرتقبَين يختلفان جداً لناحية الفرقة التي يسمح بتوسيع حجمها المكان الذي يستضيفها: The Palace. إنه التسمية المستحدثة تحت إدارة جديدة لمسرح «أريسكو بالاس» العريق (أول شارع الحمرا نزولاً باتجاه كليمنصو)، الذي تم تحويله إلى فضاء شَرِح، حميم رغم حجمه الكبير، بمعنى أنه، لناحية المفهوم، أقرب إلى «ميوزكهول» ضخم.
عند العاشرة من مساء اليوم الخميس، تنطلق الأمسية الأولى ببرنامج يقوم على بعض الكلاسيكيات الموسيقية والغنائية، بين الجاز والسول والبوسّا نوفا (تشارلي باركر، ديزي غيلسبي، جو سامبل، طوم جوبيم، لويس بونفا،…) بالإضافة إلى أعمال زياد التي تتماشى مع هذا الريبرتوار ومع الفرقة، مثل «لولا فسحة الأمل» (المقدِّمة الأولى) و«أسعد الله مساءكم» و«أمرك سيدنا» وغيرها.
أما «3» فتضم إلى زياد الرحباني (piano / keys)، فرج فاخوري (drums)، أيمن زبداوي (percussions)، عادل منقارة (e. guitar)، إيلي شمالي (bass)، بالإضافة إلى رباعي آلات نفخ (الياس المعلم، أليكسندرو تايبس، فياتشسلاف بيليا ونزار عمران). لكن الأمسية ليست موسيقية فحسب، بل تتخللها محطات غنائية (لارا راين ونعيمة يزبك) واسكتشات (طارق تميم وريما قدّيسي) وتتولى كالين نجيم مهمّة تقديم السهرة والفواصل التعريفية.