في عام 2017، أطلق الفنان المصري محمد شلتوت (1984) المعروف بـ Mac Toot مشروع «كايرو فيلميد» أو Cairo Then and Now، بهدف توثيق الأماكن التي صوّرت فيها أشهر الأفلام السينمائية المصرية. أما التقنية التي اعتمدت في هذه التجربة الفنية اللافتة هي «دمج الحاضر بالماضي في صورة واحدة»، على حد تعبير الفنان على صفحته الفايسبوكية. أي المزج بين الصورة الأصلية وأخرى حديثة للكادر نفسه حيث التقطت.صحيح أنّ المشروع الذي يضم الكثير من الصور وُلد العام الماضي، إلا أنّه عاد اليوم إلى دائرة الضوء مع إعادة Mac Toot الترويج له عبر السوشال ميديا، قبل أن تفعل وسائل إعلام مصرية الأمر نفسه من بينها موقع «زحمة».
هكذا، نرى مثلاً عادل إمام وأحمد مظهر في فيلم «لصوص لكن ظرفاء» (إخراج إبراهيم لطفي ــ 1969)، في شارع الأهرام بالقرب من «سينما نورماندي» في مصر الجديدة. وفي صورة أخرى، نشاهد رشدي أباظة وسعاد حسني في شريط «صغيرة على الحب» (إخراج نيازي مصطفى ــ 1967)، في شارع الحجاز أمام «مستشفى هليوبوليس» في مصر الجديدة أيضاً…
عبد الحليم حافظ وأحمد رمزي في شارع الجبلاية في الزمالك أمام «حديقة الأسماك»، من فيلم «أيام وليالي» (1958)

جزء كبير من الإلهام في أعمال Mac Toot يعدّ انعاكساً لعواطفه وتقديره للفن المصري. «أنا عاشق للسينما المصرية القديمة وأجمّع الكثير من القطع المرتبطة بها»، يقول في حديث لموقع Egyptian Independent. ويضيف: «أيقونات الفن السابع في المحروسة تميّز الكثير من أعمالي الفنية، أو تشكّل إلهاماً لأسلوبي ولعملي في مجال الكوميكس. أنا معجب بشكل خاص بثقافة الستينيات».
وبعد أن عاش معظم حياته بعيداً عن وطنه، ساعدته بعض مشاهد الأفلام في تحديد مواقع معيّنة في بلاده وحفظها: «لطالما أردت توثيق بعض الأماكن التي تم تصوير هذه الأفلام فيها. لدي قدرة جيدة على تحديد الأماكن، وأنا أحب فن العمارة... لذا من السهل بالنسبة لي تحديد مكان تصوير شريط معيّن».