رحلتْ الأخت الكاتبة الأديبة الإنسانة إملي أبي راشد نصرالله. سيكتبُ غيري عن إنتاجها الأدبي، عن «طيور أيلول» و«شجرة الدفلى» و«الإقلاع عكس الزمن» و«الجمر الغافي» وعن كتبها الموجّهة للناشئة كـ «روت لي الأيّام» و«خبزنا اليومي» و«محطّات الرحيل».
كيف لا أذكر قصّة زيكو الحقيقيّة عن تعلّق الدكتورة منى (ابنتها) بقطّتها.
سيكتبُ غيري عن إنتاجها الوافر تحليلاً وتعليقاً ومدحاً. أمّا أنا فتقديري لإنتاجها الأدبيّ أمر لا يحتاجُ إلى شرحٍ؛ أمّا أخوّتها ومحبّتها وإنسانيّتها فهي الرابط بيننا الذي قام واستمرّ طوال هذه العقود.
تعارفنا صحافيّتين ناشئتين يجمعنا إضافةً إلى حبّ الأدب هاجسُ الهجرة والبعد عمن يمتّون إلينا بصلة الرحم . حاولنا التعويض عن الفراق بالأخوّة الصادقة الوفيّة، فأختها الوحيدة تقيمُ في كندا وأختي في مصر.
تعارفنا عندما كانت تقيمُ في منطقة ساحل المتن مع أهل زوجها الراحل فيليب نصر الله ـ منزلهم كان يشغلُ العقار الملاصقَ لما هو الآن مستشفى الساحل ـ أي، كنّا متقاربتين جغرافيّاً وتالياً إنسانيّاً وفكرياً.
أينما سكنتْ من بعبدا إلى فردان إلى المكحول كنّا نتبادلُ اللقاءات.
بقيتِ القريةُ مصدرَ وحيها الوحيد رغم إقامتها الطويلة في العاصمة. نفسيّاً، ذكرياتُ القرية هاجسها.
منذ حوالى العام، زرتُ الكفير وكوكبا وأريتها الصور المأخوذة هناك، فرحتْ لأنّي شاركتها محبّة قريتيها (قريتا الوالد والوالدة المتجاورتان) وأخذتُ صوراً للمنزل العائليّ الذي أطلقت عليه هي اسم «بيت طيور أيلول».
تسعى ابنتها المهندسة مهى وكلّ محبّيها إلى تفعيل هذا الإرث ليصبح مركزاً ثقافياً للكفير وجوارها.
أيّتها الأخت العزيزة سلام على روحك الطاهرة ولا أقول وداعاً ولكن، إلى اللقاء.