أعلن المغنّي الأسترالي نيك كيف (60 عاماً ــ الصورة) أخيراً عن استعداده لإحياء حفلتين في تل أبيب في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. فما كان من «حركة مقاطعة إسرائيل وسحبِ الاستثمارات منها وفرضِ العقوبات عليها» (BDS) إلا أن توجّهت قبل أيّام برسالة إلى صاحبة أغنية Red Right Hand طالبته فيها بالعدول عن خطوته هذه.
وجاء في النص: «منذ حفلتك الأخيرة في «إسرائيل» في عام 1998، زاد امعان هذا الكيان في اضطهاد الفلسطينيين من دون أي رادع أو محاسبة، لا بل كثيراً ما تواطأت معه حكومات حول العالم. خلال هذه الفترة، تضاعف عدد المستوطنين إلى أكثر من نصف مليون في الضفة الغربية. وفي الوقت نفسه، مُنع أكثر من 10 آلاف فلسطيني من العيش في القدس الشرقية المحتلة، على الرغم من أنّهم ولدوا فيها». وتابع النص مستعرضاً إنتهاكات العدو: «في عام 2016 وحدها، هدم العدو أو استولى على 1,093 مبنى يملكها فلسطينيون في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى تشريد 1,600 فلسطيني، نصفهم تقريباً من الأطفال... ويشكّل هذا العام ذكرى مرور عقد من الحصار غير القانوني الذي تفرضه «إسرائيل» على قطاع غزّة، حيث يعيش مليونا فلسطيني في ظروف صعبة. وقبل فترة وجيزة، أشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة إلى أنّ الأدلة تدعم ما لا يدع مجالاً للشك أنّ «إسرائيل» مذنبة بفرض نظام الفصل العنصري على الشعب الفلسطيني، وهو ما يرقى إلى ارتكاب جريمة ضد الإنسانية».
وتوجّهت BDS إلى كيف بالقول: «نحن متأثرون جداً بأعمالك، وخصوصاً بدعمك للناشطين البريطانيين الذي احتجوا ضد مصنع Elbit للأسلحة، أكبر شركة أسلحة إسرائيلية، ودعمك للحظر العسكري ضد إسرائيل... وعلى الرغم من إسقاط القضية ضد المحتجين على Elbit في المملكة المتحدة، فإنّ «إسرائيل» لم تخضع بعد للمساءلة عن تدميرها الوحشي في غزة وقتل أكثر من 550 طفل في عام 2014.». وأضافت: «نحترم بشدة مشاركتك في ألبوم Voices for Justice لدعم West Memphis Three، الذين أدينوا بالقتل عن طريق الخطأ بعد اعترافات تم الحصول عليها من خلال تقنيات إستجواب المشكوك فيها. وكذلك الحال النسبة لكيان العدو، فإن الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية يؤخذون بشكل روتيني من أسرّتهم بعد غارات ليلية مرعبة من قبل الجيش الإسرائيلي. ثم يحاكمون في محاكم عسكرية، ويحتجزون في مراكز الاحتجاز العسكرية الإسرائيلية التي تعتبر سيئة السمعة بسبب سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين وتعذيبهم بشكل منهجي. كما أنّ «إسرائيل» تحتجز ما يصل إلى 700 طفل فلسطيني كل عام». وشدّدت الحملة على تقديرها لنيك كيف الذي «يستخدم فنّه لمعارضة الظلم ورفع صوت من لا صوت لهم...».
وبعد الإسهاب في الشرح وإبداء الإستغراب من الإعلان عن الحفلتين المقرّرتين في تل أبيب، أملت BDS من كيف الانضمام إلى «شخصيات ثقافية مقل إلفيس كوستيللو ولورين هيل وU2 وMassive Attack و رودجر ووترز وغيرهم في رفض استغلال أسمائهم في تلميع صورة «إسرائيل» التي تمارس إضطهاداً كبيراً منذ عقود»، مشيرة إلى أنّ استجابته لنداء المقاطعة هذا «ستمكننا من المضي قدماً في تخيّل مستقبل خالٍ من الإضطهاد والقهر، لنا ولأطفالنا في المستقبل».