■ ما هو السر الذي تعرفينه عن عاصي الرحباني والذي ترين أن الوقت حان للكشف عنه بعد مرور 30 عاماً على رحيله؟أسرار ما في وإذا في. مش بعد 30 سنة رح بوح فيها!.. يمكن بعد أكتر شوي من 30 سنة!

■ مرّت ذكرى غياب عاصي الـ25 بصمت شبه تام وها هي الذكرى الـ30 تحل اليوم بصمت شبه تام أيضاً. لماذا لم تتحرّك الدولة والكونسرفتوار والوزارات المعنية للقيام بما يليق بهذه الذكرى؟ 
إجمالاً هيدا السؤال لازم انا إسألو مش جاوب عليه! بس إنّو أيّ دولة؟ ووزارات وكونسرفتوار؟ عدا عن إنّو قفلة السؤال بتجاوب عن السؤال، هل قادرين يعملوا شي يليق بالذكرى؟
هيّي الدولة غايبة عن الدولة! أمّا فكرة التكريم ف انا ما بحبّا وما بتعنيلي بحس محبّة الناس أحلى وأصدق تكريم اذا بدّنا نسمّيه تكريم. وبمفهومي الخاص اذا بدّك تكرّم شخص، بدّك تكون من مستواه وطلوع حتّى نقدر نعتبر إنّك عم تكرّمو، ما فيك تكون ما دونه وتكرّمو! وإلا بيكون هوّي عم يكرّمك، أو بمعنى أصح عم تكرّم حالك! ومن المتعارف عليه بالتكريم اللي بيصير إجمالاً، إنو بيعملوا خطابات وفرمانات وكلام ما بعرف بشو بيفيد، غير إنو بيغيب عن الوعي الواحد كأنّو عم يحضر نشرة أخبار!
انا بحس تكريم إنسان متل عاصي الرحباني بيكون ببث أعمالو الأصليّة مش اللي بتنعاد من الأجيال اللي صعدت! يعني أكيد مش بإعادة تأدية الأغاني، اللي الأصل تبعها موجود، لأنو ع الأكيد والمضمون إنو أنجح من الإعادة! فما بفهم شو بيقصدوا بهالعادة! ولا بإنّو ينحكى عنّو. ومين اللي بدّو يحكي عنّو!؟
بالصدفة من اسبوعين،
بيطلع بين الملفّات ملف مكتوب عليه حفلة الشارقة 79

■ أخبرينا عن علاقتك بعاصي الاب؟
علاقتي ب بيّي كانت كتير خاصة انا الوحيدة اللي بقيت بالبيت. نحنا عيلة الكل بيعرف إنّو تفرّقنا كتير واجتمعنا كتير، وانا الوحيدة اللي عشت معو كل المراحل رافقتو بكل اللي مرق فيه وكنّا كتير صحاب. كنت الصديقة اللي بيحكيلا وبيشكيلا كوننا بقينا فترة من الزمن انا وإيّاه لحالنا. كان في قعدات ليليّة نتجادل نتناقش نتشارع نحكي ماورائيّات.. يحكيلي قصصو مشاكلو هواجسو. إقهرو يقهرني نحرقص بعضنا نتسلّى ببعضنا. نعمل قرّادة.. وليليّة كان في محطّة قراية، كنت إقعد إقرالو أعمال لا تعد ولا تحصى ما تنفذّت كاتبا بخط إيدو وخطو كان كتير زغير من الصعب فك رموزو. وأوقات كنت إقرالو إشيا انا كاتبتا.. كان يهمّو رأيي دايماً يسألني رأيي بإشيا كتيرة وبالشغل. كان محمّلني مسؤوليّة من انا وزغيرة ومعوّدني ع الصراحة مهما كلّف الأمر وع الإختيار.

■ هل تغيرت نظرتك إليه؟
مع العمر والوقت وكل الإشيا اللي مرقنا فيا وعشناها.. نظرتي إلو تغيّرت. لمّا كان موجود كنت حسّو بيّي أكتر.. مدري كيف الإنسان دايماً بيحس أهلو تحصيل حاصل، خاصة إذا كان عايش معن. ف لأني كنت معو كل الوقت ما كنت فكّر فيه أو قدّرو أو إستوعب مين هوّي. اليوم صرت بشوفو أكتر هالإنسان العظيم والمهم اللي بوقتا كان بيّي وكنت إقعد جادلو وناقشو وناقمو قد ما عنيدة وصريحة ومتل ما كان يحبّني كون.. كنت حبّو كتير صرت حبّو أكتر.
ومتلي متل ملايين الناس اللي ربيو على هالفن وحبّوه لأن حسّوه وما إحتاجوا لا لتحليلات ولا لفلسفات.. هيك فات ع قلوبن ببساطة وما عاد طلع منها. متل ما بتقول فيروز!

■ ماذا تحضّرين في ذكرى غياب عاصي هذه السنة؟
بما إنّي ربيت بالمسرح والإستديو لأنّو أهلنا كانوا ياخدونا معن دايماً، ووقت ما نكون معن نكون محوّلين البيت لمسرح او إستديو، كان بيّي مجهّزنا بكل العدّة، كاميرات وآلات تسجيل ومونتاج.. وطبعاً كان مموّل ومشجّع لكل أعمالنا. هيدا كان عالمنا ولعبنا الوحيد. فكنا كلنا نصور سوبر 8، بس المشكلة إنّو الأفلام كانت صامتة! متل الدولة أو متلنا إذا بدّك! سنة 79 أخدوني معن ع الشارقة، كانت تاني سفرة إلي بعد لندن 78 اللي كنّا فيها انا وليال، هيدا غير الشام طبعاً بس الشام ما بعتبرها سفرة لأن كانت متل بيتنا كنّا كل سنة نروح معن ع الشام.
ف سنة 79 كنت بعد ما طبّقت الـ13 سنة ونص، قرّرت إني صوّر الحفلة كاملة، فعليّاً كانوا حفلتين، طبعاً موّل بيّي هالعمل اللي كان يكلّف ثروة وقتا، وما بعرف كيف إقتنع بهالشي لَبَل رحّب.. وصوّرتا على ليلتين إنّما الكاميرا السوبر 8 كانت جدًّا بدائيّة، محمولة بالإيد، والبكرة بأحلى أحوالا طولا تلات دقايق، والمشكلة الكبيرة طبعاً إنّها بلا صوت! رجعنا على بيروت، منتجت التصوير على بكرات كبيرة قص وتلزيق، وبس! ما عدنا حضرناها بحياتنا! إنّو حفلة كاملة صامتة ما بتنحضر! نسيتا.. وأساساً ما بينعمل فيها شي غير إنّو قد يجوز يوماً ما ينعاز منها شي لقطة ضمن عمل توثيقي. بالصدفة من اسبوعين عم فتّش عن شي بصوت عاصي بسيديات بيبعتولي ياهن المحبّين ع أساس علين نوادر، وبصراحة ما بيصرلي إسمعن بوقتن، بيطلع بين الملفّات ملف مكتوب عليه الشارقة 79 بالأول ما صدّقت! سمعتو طلع عليه أجزاء من تسجيل صوتي للحفلة ف حسّيتا إشارة لإني حاول ركّب الصوت اللي حصلت عليه بالصدفة على اللقطات اللي كنت مصوّرتها ونايمة، وتاخد هاللقطات شكل حفلة بصوت! الإشيا ما بتصير إلا بوقتا. نظراً للنوعيّة الرديئة للصوت والصورة اللي منسوخين من فورما لفورما ومقضّايين، ما رح إقدر وزّع هالعمل للتلفزيونات لأنو ما بيحمل ينعرض إلا على الإنترنت. التحيّة لعاصي ما فيها تكون إلا منّو إلو.