«مادوموازيل» ثريلر ايروتيكي عن قصة حبّ مثلية في كوريا الثلاثينات
في المقلب الآخر، سرقت الألمانية ماردن أرديه دموع الجمهور وضحكاته بفيلم «توني إردمان» الذي ترك انطباعاً جيداً جداً لدى معظم النقاد. ويعتبر الشريط أول مفاجأة سارة في ما يتعلق بأفلام المسابقة الرسمية. ما زال الوقت مبكراً جداً للتحدث عن أفلام مفضلة لدى لجنة التحكيم، نظراً الى الكم الهائل من الاعمال التي ما زالت في انتظارنا في الايام المقبلة، الا أن بعضهم يتحدث عن مكافآة محتملة قد ينالها العمل أو ممثلته الرئيسية. «توني إردمان» هو الفيلم الثالث الذي توقّعه الالمانية مارن ارديه الحائزة «جائزة الدب الذهبي» في «مهرجان برلين السينمائي» عام 2009 مع فيلم «كل شخص آخر». متسلّحة بروح فكاهية، تروي أرديه هنا علاقة أب وابنته، من دون أن تلجأ الى أي نوع من الاستعطاف. في تفاصيل القصة، ألماني يزور ابنته التي أصبحت امرأة أعمال في بوخارست. الاخيرة لا تبدو سعيدة بهذه الزيارة، خصوصاً أن حس الفكاهة الذي يتمتع به والدها لا يضحكها فعلاً. أمام إدراكه أن ابنته ليست سعيدة تماماً، سيبذل الرجل كل ما بوسعه، ليجعلها تستعيد معنى حياتها، فيبتكر شخصية توني إردمان. الفكاهة كانت الأداة الفضلى بالنسبة الى المخرجة لإخبار هذه القصة وتجميل الحقيقة، وستكون الوسيلة الوحيدة لاعادة التواصل بين الأب وابنته من جديد.
مخرجة أخرى قدّمت فيلمها بالأمس للنقاد صباحاً، فنالت التصفيق المطوّل. «داء الحصى» (Mal de Pierres) لنيكول غارسيا والمدرج أيضاً ضمن المسابقة الرسمية، دراما عاطفية مؤثرة. ذلك يعود خصوصاً الى أداء الممثلة ماريون كوتيار اللافت في العمل. بناء على رواية لميلانا أغوس، تحمل العنوان نفسه، تدخلنا المخرجة الى عالم غابريال، الفرنسية التي ترعرعت في عائلة برجوازية مزارعة، وكبرت معها أحلام عيش قصة حب شغوفة. سترى أحلامها مدمرة عندما تزوجها والدتها الى عامِل من ضيعتها. ولكن دخولها مركز نقاهة لعلاج داء الحصى، سيجعلها تتعرف الى رجل يبدو لها الفرصة الوحيدة في عيش قصتها المنشودة. انجذاب المخرجة الى قصص النساء التواقات للحرية والمجنونات بعض الشيء، حثّها على إخبار قصة تلك المرأة التي تعيش بين عالم ذي مفاهيم قديمة وحقبة تناشد بحرية أكبر للمرأة. وبالطبع، كانت ماريون كوتيار في بالها طوال الوقت لتجسيد هذه الشخصية على الشاشة، من دون أن ننسى شخصيتي الزوج جوزيه (أليكس برانديمول) والعشيق أندريه (لوي غاريل) اللتين نالتا اهتمام المخرجة لما تتمتعان به من شجاعة وقدرة على التكتم والشهامة واللتين ستجعلان غابريال تعيش.
عربياً، افتتح فيلم المصري محمد دياب «اشتباك» الذي يصور مصر بعد عامين على اندلاع «ثورة يناير» فئة «نظرة ما»، محققاً ردود فعل إيجابية من قبل الصحافة الاجنبية التي اعتبرت الفيلم محملاً بالانسانية.
أما في ما يتعلق بالسينما المحلية، نترقب خلال الاسبوع عروض ثلاثة أفلام في 3 فئات مختلفة. في فئة «أسبوع النقاد» الموازية للمسابقتين الرسميتين في المهرجان، يعرض فاتشيه بولغورجيان فيلمه الروائي الطويل الاول «ربيع» أو «ترامونتان». علماً أن العمل أيضاً مرشح لجائزة الكاميرا الذهبية التي تُمنح لأفضل أول فيلم. كما يُعرض فيلم «سابمارين» لمونيا عقل ضمن مسابقة «سينيفونداسيون»، إضافة الى فيلم وسام شرف «هبط من السماء» بعيداً من المسابقات.
«مهرجان كان السينمائي الدولي»: حتى 22 أيار (مايو) ــــ http://www.festival-cannes.fr