«الموسيقى تعبّر عما لا يمكنك قوله، وأيضاً عما لا يمكنك السكوت عنه». تختصر جملة فيكتور هوغو القوة الكامنة في الموسيقى وقدرتها على أن تكون لغة تواصل حضارية بين الأضداد. وربما، انطلاقاً من هذه المقولة، قررت منظمة Music and Beyond إطلاق مهرجان موسيقي يدعو إلى السلام والمصالحة تحت عنوان «أسبوع عالمي لأجل سوريا». ينطلق Global Week For Syria على مساحة جغرافية متفرقة من العالم.
هكذا يفتتح في حفلتين تقامان في بيروت وأمستردام في 18 نيسان (أبريل)، فيما تكمل الفعاليات على نحو موازٍ في عواصم عالمية كباريس، ومدريد، وفيينا، وبراغ لمدّة ستة أيام (حتى 30 نيسان). بين 18 و22 نيسان (أبريل)، يحتضن «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت)، و«يوكونكون» (الجميزة ــ بيروت)، حفلات الفرق العشرين الآتية إلى بيروت، من سوريا، ولبنان، وهولندا، وسويسرا، والنروج، وفرنسا، وانكلترا، وأميركا. على مدى خمسة أيام، ستملأ موسيقى الروك، والجاز، وموسيقى الشعوب العاصمة اللبنانية.
أما رسالة الحدث، فهي «التوجه للشعوب والضغط على الحكومات للتخفيف من العنف تدريجاً»، تقول المنسقة الإعلامية علا حيدر، مضيفةً أن «الموسيقى هي أكثر الوسائل السلمية قدرة على دفع الناس إلى التعاطف مع أي قضية». يشارك في الحدث أكثر من 200 موسيقي وفنان من مختلف أنحاء العالم، من بينهم السوريان ابراهيم كيفو، والمولوي أحمد الخطيب، والإسباني فران مولينا، والتركي سانيم كالفا، والروماني جورج ديمتريو وفرقة الجاز الهولندية Tin Men and The Telephone (الصورة).
لم يكتف القائمون على المهرجان بجعله موسيقياً أو حصره ضمن قالب أدائي فحسب، بل يتعدى البرامج ذلك ليشتمل على ندوات ثقافية، منها مؤتمر من أربعة أيام تحت عنوان «الثقافة وصناعة السلام» سيناقش مواضيع ملحّة كالحفاظ على الإرث الثقافي خلال أوقات النزاع، ودور الثقافة في صناعة السلام.

انطلاق الحدث في بيروت وامستردام ثم عواصم العالم
ومن نشاطاته أيضاً، عرض أكثر من 70 شريطاً مصوراً، إضافة إلى 30 مقابلة مع مفكرين سوريين وعالميين، سيتم بثها بشكل متواصل على الإنترنت طيلة أيام المهرجان على القناة الخاصة به على يوتيوب. كذلك يمنح الحدث العالمي الفرصة لأي مهتم، للمشاركة في فعالياته عن طريق تسجيل فيديو قصير (أغنية أو مقطوعة)، ومشاركته على مواقع السوشال ميديا واليوتيوب مرفقاً بهاشتاغ #لسوريا أو 4syria# لكن شرط الابتعاد عن المواقف السياسية المنحازة لأي طرف. أما عائدات المهرجان، فيُخصص ريعها بالكامل إلى اللاجئين الموجودين في دول مجاورة كلبنان والأردن، وتحت إشراف منظمة Music and Beyond التي كانت لها مشاريع سابقة في هذا الشأن.
Music and Beyond نظمت سابقاً مهرجان «الجاز يحيا في سوريا» الدولي الذي كان يقام مرة كل عام داخل قلعة دمشق الأثرية، واستمر نحو ما يقارب السبع سنوات قبل أن تنهيه الحرب. كما نظّمت مهرجاناً دولياً آخر بعنوان «مساحات شرقية»، تميز بخلق مساحة لدراسة الموسيقى الشرقية عبر التاريخ بأسلوب سردي قريب من الجمهور. هل تستطيع الموسيقى أن تطعم جائعاً أو تعيد نازحاً إلى بيته أو تعطي الدفء لطفل؟ بالطبع لا، لكنها استطاعت على مر العصور أن تثبت نفسها كلغة حوار قادرة على أن تحدث صوتاً يطغى على هدير الحوامات وأزيز الرصاص.

* حفلات Global Week For Syria في بيروت: ابتداء من 18 حتى 22 نيسان (أبريل) ــ «مترو المدينة» (الحمرا)، و«يوكونكون» (الجميزة). للاستعلام: [email protected]