اللاذقية | بتحيةٍ إلى روحِ المسرحي الراحل نبيه نعمان، افتُتـِحت قبل أيام الدورة الثالثة من مهرجان «خطوات السينمائي الدولي للأفلام القصيرة» في محافظة اللاذقية. مع زخم المشاركة والحضور الفعال، عاشت المدينة الساحلية ستة أيام سينمائية تُختتم غداً في صالة المسرح القومي وسط المدينة. حفل الافتتاح شهد امتلاء صالة العرض عن آخرها، كأنّ السّوريين قد وجدوا ضالتهم في الحدث، وفرصةً لإشباع عشقهم إلى الفن السابع، خصوصاً أنّ صالات السينما في المدينة الساحلية قد أغلقت أبوابها منذ ما يقارب خمس سنوات.
«قليلةٌ هي الفعاليات السينمائية والثقافية الّتي تُقام في اللاذقية رغم حاجتنا الملحّة إليها في ظروفنا الراهنة، واستمرار مهرجان «خطوات» في ظلّ الحرب يُشكّل واحداً من أشكال رفضِ الموتِ الّذي يُحيط بنا من كلّ حدبٍ وصوب» تقول بيسان التي حضرت لمشاهدة أفلام المهرجان.
«خطوات» مهرجان شبابي واعد، انطلق قبل عامين "لأنّ عالم السينما يجعلنا نصرخ احتجاجاً على ما يقع حولنا من ظلمٍ وقهرٍ وتعسفٍ وانتهاك لبراءة الحياة» وفق ما يقول المشرفون على الحدث. في نسخته الثالثة، تألفت لجنة التحكيمٍ من المخرج باسل الخطيب الذي قدّم نشاطاً سينمائياً ملحوظاً خلال الأعوام الثلاثةِ الماضية، وكانت الممثلة السورية سلاف فواخرجي بطلة فيلمه الأخير «الأمّ» عضواً ثانياً في اللجنة التي أكمل الكاتب والناقد السينمائي محمود عبد الواحد ثلاثيّة عقدها. أمّا قائمة المكرمين فقد اشتملت على المخرج الشاب جود سعيد الّذي أنه أخيراً عمليّات تصوير فيلمه الجديد «مطر حمص» الذي لعب بطولته الممثّل حسين عبّاس المكرَّم أيضاً في المهرجان. الجديد هذه السنة إضافة مسابقة السيناريو التي تقدّمَ لها نحو ما يقارب25 نصاً من داخل سوريا وخارجها ليشمل في هذه الدورة مصر والمغرب. وتشكلت أعضاء لجنة تحكيم السيناريو من الكاتب حسن م يوسف، الناقدة ديانا جبور، والفنان بشار عباس.
العام الماضي خيّمت الأزمة السورية على تيمات الأفلام المشاركة التي اتخذت من الحرب بوصلة لها. وفي دورته الثالثة، يحاول القائمون على المهرجان اختراق الوسط الدولي ليضموا أفلاماً من مصر، موريتانيا، الأردن، لبنان، والعراق، إضافة إلى فيلم من بولونيا، وطبعاً الأفلام السورية المشاركة. بذلك، تتسع دائرة المنافسة عن العام الماضي، إذ يبلغ العدد النهائي للأفلام المشاركة ما يقارب 40 فيلماً (19 ضمن المسابقة الرسمية ، و19 ضمن العروض الموازية).
الحرب، كعادتها تصدرت المشهد، فبدأ المهرجان بعرض فيلم «ابتسم فأنت تموت» (إخراج وسيم السيّد، سيناريو علي وجيه) الذي يسلط الضوء على سوداويّة الواقع السوري بكل كارثيته وجنونه وألمه ليبرز السؤال الأهم: إلى أي مدى يمكن لفيلم قصير أن يكون مادة توثيقية وذاكرة للألم السوري؟