تونس ــ سفيان الشورابيقليبية عاصمة تونسية للسينما بامتياز... تحتضن المدينة الساحلية (90 كلم شرقي العاصمة تونس) حالياً الدورة الرابعة والعشرين للـ«مهرجان الدولي لفيلم الهواة». هذا المهرجان استطاع المحافظة على مكانته قِبلةً للهواة رغم شحّ الموارد المالية. على برنامج الدورة الحاليّة التي تستمرّ حتّى أوّل آب/ أغسطس المقبل، يشارك أكثر من 120 فيلماً تمثّل 35 دولة. في المسابقة الرسمية 47 فيلماً (36 في المسابقة الدولية و11في مسابقة المدارس)، تتنافس على جائزة «الصقر الذهبي». افتتح المهرجان أوّل من أمس بشريط «غزة: اليوم الموالي» (الصورة) للفرنسي ــــ المصري سمير عبد الله، وهو عمل يتمحور حول جرائم الحرب الإسرائيلية الأخيرة بحقّ قطاع غزة.

يسري نصر الله ومحمد ملص انطلقا من هذه التظاهرة التونسيّة العريقة
بموازاة العروض، تقام مسابقات في كتابة السيناريو والتصوير الفوتوغرافي وتنظَّم أمسيات لتكريم عدد من المبدعين الذين فقدتهم الساحة السينمائية، إضافةً إلى عرض أفلام لمخرجين كان المهرجان نقطة انطلاقتهم على غرار وليد الطايع ورضا التليلي وبحري بن محمد الحاصل على جائزة «التانيت الفضي» في الدورة الأخيرة من «أيام قرطاج السينمائية» عن فيلم «لزهر» (المخرجان المصري يسري نصر الله والسوري محمد ملص انطلقا أيضاً من هذا المهرجان). وتحظى السينما السوريّة بحفاوة خاصة هذا العام، إذ ستُكرَّم بعرض أفلام سورية يومياً.
يتيح هذا المهرجان الفرصة أمام سينمائيين هواة، لتبادل الخبرات ولنشر أعمالهم التي لا تلقى رواجاً في مسالك التوزيع الكلاسيكية. لكنّ سوء التنظيم وقلَّة الدعاية الإعلاميَّة، يربكان المشاركين. فالجمهور الذي يتوافد إلى مدينة قليبية يجد العديد من الصعوبات في توفير الإقامة لمواكبة تظاهرات المهرجان، وخصوصاً أنَّ معظمه من الطلبة والتلاميذ. من جهة أخرى، يشتكي بعض السينمائيين الهواة من إهمال «الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة» لأعمالهم الراغبة بالمشاركة. على سبيل المثال، قالت المخرجة التونسية الشابة المقيمة في إسبانيا نادرة الجهيناوي لـ«الأخبار» إنها أرسلت عبر البريد نسخة من شريطها الروائي القصير «هدوء»، لكنَّ إدارة المهرجان لم تحرص على تسلم الشريط في وقت محدد، وما زالت المخرجة تبحث عن نسخة فيلمها الضائعة!