يفتتح بيتر مورفي «مهرجان الروك في بيروت»، يوم الأربعاء. ثلاث أمسيات تجمع فنانين عالميين من أمثال يان تيارسن، بفرق محليّة، على أنغام الروك أند رول وموسيقى الأفلام
بشير صفير
مطلع أيار (مايو) الماضي، أحيت فرقة الروك البريطانية The Sisters of Mercy حفلةً في لبنان (راجع «الأخبار» عدد 28 نيسان/ أبريل). يومها سألنا مَن بعد الـ«سيسترز»؟ يأتي الردّ مساء الأربعاء 11 تشرين الثاني (نوفمبر) مع انطلاق «مهرجان الروك في بيروت» (تنظيم 2U2C). بيتر مورفي، المغنّي السابق لفرقة «باوهاوس» أحد أقطاب الـ«شلة» المنتمية إلى فرع خاص داخل الروك البديل، على غرار The Sisters of Mercy.



مقطع من "Noubar"










علاقة الجمهور بهذه الموجة تقتصر على حالتين، فإمَّا أن تكون جنونية أو لا تكون. تولَّت حفلة الـ«سيسترز» تظهير هذه الصورة. فقد كان عدد الحاضرين أقل بكثير من المتوقَّع، وخصوصاً مع تعويل المنظّمين على هَوَس أنصار الفرقة، من دون الأخذ في الاعتبار أنَّ الأمر لا يعني أحداً خارج الحلقة المهتمّة حتى الجنون (معظمهم من غير المراهقين).



مقطع من "Cascade"










اليوم يحطّ بيتر مورفي في بيروت لافتتاح مهرجان الروك الذي يمتد أربعة أيام في «فوروم دو بيروت». طبعاً، لا توازي شعبية مورفي وتجربته المستقلة الثقل الذي تتمتع به الـ«باوهاوس». فمورفي لم يستطِع تخطّي إرث فرقته، مع أنَّه حقق منفرداً أهدافاً قاتلة أحياناً (أغنية Socrates the Python مثلاً). وتلي مورفي، في الليلة ذاتها، مغنّية فرقة الروك الشهيرة The Gathering، آنيكيه فان غيرسبرغن، مع فرقتها المستقلة «آغوا دي آنيكيه». آنيكيه التي تتمتع برصيد كبير مع فرقتها الأم، سلكت منذ 2007 مساراً مستقلاً، فأصدرت ألبومَين خاصَّين حتَّى الآن.
بعد قسطٍ من الراحة، يستأنف المهرجان نشاطه مساء 13 الحالي، مع مغنية الروك الأرمنية اللبنانية آيلين ختشادوريان التي أصدرت السنة الماضية باكورتها «ميدان» (تعني «البيت»)، وهو عملٌ جيِّد في فئته، أي الروك البديل... الأرمني النكهة نغماً ونصاً. بعد آيلين، وفي الليلة نفسها، موعدٌ مع يان تيارسن. إطلالة الموسيقي الفرنسي المتعدد المواهب والاتجاهات الموسيقية، ليست الأولى في بيروت. زار تيارسن لبنان في إطار فرنكوفوني منذ ثلاث سنوات، وقدَّم حفلة وحيدة في «ميوزكهول». لم يخلُ اللقاء آنذاك من الروك، إضافةً إلى بعض المقطوعات الكلاسيكية المعاصرة غير الحديثة أو التجريبية التي وضعها لأعمال سينمائية وأغنيات فولك فرنسي... اليوم يعود صاحب موسيقى فيلمLe Fabuleux Destin d’Amélie Poulain في إطار أنغلوفوني ليقدِّم حفلة مشابهة

حفلة لفرقة Anathema البريطانية العريقة


تقريباً، استناداً إلى وصف المنظمين لبرنامج السهرة. وهنا نستنتج أن نجاح الحفلة الماضية أدَّى إلى إدراج اسم تيارسن والتعويل عليه لإنجاح المهرجان إلى حدٍّ ما. شهرته غير محصورة في فئة معينة من الجمهور، لأن أعماله الموسيقية تطال بتنوّعها الأذواق المتناقضة. أما الليلة الأخيرة (14\11) فتتجه أكثر نحو الروك الصاخب أو السوداوي، وتضمُّ أربع فرق من بريطانيا وفنلندا ولبنان. تَفتتح السهرة الفرقتان اللبنانيتان Tristmoon وWeeping Willow اللتان تقدمان تجربة محلية في مجال الـ«هافي ماتِل»، تليهما فرقة Anathema البريطانية العريقة التي اشتهرت جداً في التسعينيات (عالمياً وفي لبنان أيضاً)، ثم خَفَت بريقها في السنوات الأخيرة، شأنها شأن الكثير من الفرق التي «قضى عليها»، إذا صحّ التعبير، انتشار الموسيقى الإلكترونية والتكنو والإلكترو ـــــ روك والهيب ـــــ هوب بين المراهقين. بعد «آناتيما»، تطل فرقة الـ«غوثك روك» الفنلندية To/Die/For فتقدم في بيروت، ضمن جولة عالمية، أغاني من ألبومها الأخير، لتُختتم معها السهرة وكذلك المهرجان.
بعد المهرجان يتكرر السؤال: مَن التالي؟ هل ينجح المنظّمون في إقامة حفلة لأسطورة الروك، الأوسترالي نيك كايف مثلاً؟


8:00 مساء 11، 13 و14 تشرين الثاني (نوفمبر) ــ «فوروم دو بيروت». للاستعلام: 01/584584