مهرجان غير نخبوي يضع الثقافة في مواجهة الاحتلال
عن تظاهرة «أفلام ع الجدار»، قال بكري: «المقاومة الحقيقية هي التي تعكس إنسانيتنا، وترفض الاختباء خلف عباءة الضعف. من الصعب الخروج في فلسطين بسينما تبتعد عن رود الفعل، وخصوصاً أنّ كل حياتنا باتت «رد فعل»، وهذا ما تعبر عنه هذه التظاهرة». ومن بين الأفلام الفلسطينية عُرض «حيفا» لرشيد مشهراوي، و«القدس في يوم آخر» و«الجنة الآن» لهاني أبو أسعد، و«يد إلهية» لإيليا سليمان، و«ملح هذا البحر» لآن ماري جاسر. عبد الفتاح أبو سرور، المدير العام لـ«مركز الرواد الثقافي» الجهة المنظمة للتظاهرة، قال: «المهرجان بدأ في عام 2005، أي منذ بداية إنشاء الجدار في محيط مخيّم عايدة قرب بيت لحم. وكانت الفكرة أنّ هذا الجدار القبيح غير قانوني، وسيبقى قبيحاً وغير قانوني. ولإبراز قبحه، كان لا بد من جمالية ما وجدناها في السينما. نحن نرى أن الصورة السينمائية فعل موقت، ونأمل أن يكون الجدار بشاعة موقتة. نحن نقاوم الجدار البشع بجماليات سينمائية».
وأضاف أنّ المهرجان بدأ في عام 2005 بتقديم أفلام صامتة، ثم اعتمد في كل عام على ثيمة معينة. «في 2008، ركزنا على السينما الفلسطينية، كأفلام آن ماري جاسر، ومحمد بكري، وأحمد حبش... وعام 2009 الذي شهد احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، تمحورت الأفلام حول القدس وقضيتها، فيما ركزنا هذا العام على السينما العالمية عبر أفلام تتحدث عن المقاومة والتحرر».
من ميزات المهرجان أنّه ليس نخبوياً. جمهور العروض تنوّع بين أطفال وشباب وكبار، فلسطينيين وأجانب. بل إن بعض الأسر داخل المخيم كانت تتابع العروض من شرفات منازلها، وخصوصاً أنّ لا دار سينما في بيت لحم.... فإذا بالجدار الإسمنتي البشع يتحوّل إلى شاشة عرض عملاقة تفضح جرائم الاحتلال وعنصريته.