منذ الإعلان عن «لائحة الوحدة والنهوض»، أول من أمس الأوّل، بدأت كلّ القوى التي ساهمت في تشكيلها لخوض انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» في بيروت الأحد، بالتنصّل منها، حتى بدت «بلا أمٍّ ولا أب».سريعاً، غسل مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان يديه منها، موحياً بأن لا دخل له بالمفاوضات التي كانت تتم معه شخصياً ولا بالأسماء التي فرضها على «تيّار المستقبل»، محرّراً نفسه من أي وعدٍ قدّمه سابقاً لـ«الحريريين» بالالتزام الكامل بها.
وتضمّ اللائحة كلاً من محافظ جبل لبنان القاضي محمّد مكاوي، القاضي المدني المتقاعد محمّد طلال بيضون، القاضي الشرعي الشيخ وائل شبارو، المستشار الديني لرئاسة الحكومة الشيخ فؤاد زرّاد، عضو «اتحاد جمعيات العائلات البيروتية» عبدالله شاهين، مرشح «الجماعة الإسلامية» عبد الحميد التقي، رئيس «جمعية الفتوة» الشيخ زياد الصاحب، والمحامي حسن كشلي (المقرّب من النائب فؤاد مخزومي)،
وإذا كان «الحريريون» توقّعوا أن تُسرّب «عائشة بكار» لائحة منقّحة قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع، فإن دريان لم ينتظر حتى الأحد بل بدأ عمله باكراً، إذ يقول مُتابعون إنّ الأخير يسوّق للائحة خاصة مكوّنة من 6 أشخاص، تضم من «الوحدة والنهوض»: مكاوي وبيضون وشاهين، ومن خارجها: القاضي الشرعي الشيخ وسيم فلاح ومحمد دندن وممثل جمعية «الإرشاد والإصلاح» وسيم المغربل، علماً أنّ الأخير كان قد رفضه دريان أثناء تشكيل اللائحة، قبل أن يهمس في آذان متابعين للملف أن الرفض أتى من «المستقبل» وذلك بعدما كانت اللائحة قد أُنجزت!
فيما تردّدت معلومات أن فلاح يُفضّل الانسحاب من المعركة باعتبار أنّ خسارته مرجّحة أكثر من الفوز، إلا أنه أكّد لمقربين منه أنّه عاد عن قراره بعد إلحاحٍ من دريان ورئيس المحاكم الشرعيّة السنية العليا الشيخ محمّد عسّاف بعدما وعداه بتأمين الأصوات له.
دار الفتوى تسرّب لائحة تضم نصف أعضاء اللائحة المتفق عليها


في المقابل، لم يحسم «المستقبليون» خيارهم في الالتزام باللائحة أو «غسل اليد» منها كما فعل دريان ومخزومي أيضاً الذي يسوّق لكشلي وقريبه السفير بسام نعماني على حساب كلّ الأسماء الباقية، خصوصاً أنّ كلّ المؤشرات تؤكّد إمكانية خرق اللائحة بأكثر من 3 أعضاء مع وصول عدد اللوائح المعتمدة بين القوى السياسية والدينيّة إلى أكثر من 5 لوائح منقّحة تُوزّع على الهيئة الناخبة.