أعطى لقاء السفير السعودي وليد البخاري بنواب تكتّل «الاعتدال الوطني» هامشاً من الحريّة في ما يتعلّق بإمكانية تصويت أعضائه لمصلحة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، إذ لا يخفي معظمهم وجود «عاطفة شماليّة» تجاهه، إلا أن الامتناع عن إعلان هذا الموقف مردّه إلى «مراعاة» الموقف السعودي. وهو ما تمّت إزالته أول من أمس، بعدما أكّد بخاري على مسامعهم أنّ «لا فيتو على فرنجيّة، والسعوديّة تقف على الحياد ومستعدّة للتعاون معه في حال تم انتخابه، تماماً كما ستتعاون مع أي رئيسِ آخر في حال اختار الأفرقاء الاتفاق على مرشّح آخر».البخاري حرص أمام نواب التكتل على إظهار «حياد إيجابي» في الحديث عن فرنجيّة، مشوب بغموض دفع بعضهم إلى سؤال السفير مباشرة: «هل كلامك يعني أن هناك إيعازاً سعودياً بانتخاب رئيس تيار المردة؟»، ليُسارع بخاري إلى نفي الأمر، إلا أنه قال: «انتخبوا من تريدون، ولكن عليكم أن تعلموا أن لا فيتو على فرنجية، وبلادي لا تُعارض انتخابه».
ويلفت بعض أعضاء «الاعتدال الوطني» إلى لقاء البخاري بهم بعد ساعاتٍ من استقباله فرنجيّة كان رسالةً باعتبارهم «بيضة القبّان» التي ترجّح كفة رئيس تيار المردة، ويتأثرون بالقرار السعودي. لذلك، حاول النواب التقاط أي إشارة من بين سطور كلامه، وخلص بعضهم إلى أن إشادته بفرنجية ووصفه بـ«الصديق الصدوق» إيحاء منه بانتخابه.
كذلك ركّز السفير السعودي في كلامه على الـ«timing»، فشدّد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة، وقال: «عليكم تحمّل المسؤوليّة لإنهاء الشغور الرئاسي خلال الأسبوعين المقبلين»، مؤكداً «أننا سنكون شركاء في نهضة لبنان». ولفت إلى أنّ «لا خصوم للسعوديّة في لبنان بل هي تُريد التعاون من دولةٍ إلى دولة»، مشيراً إلى أنّ «الاتفاق السعودي - الإيراني سينعكس إيجاباً على كل المنطقة".
ورغم هذه الإيجابيّة، إلا أنّ نواب «التكتّل» يتريّثون في إعلان موقفهم من انتخاب فرنجية، وتؤكد مصادرهم «أنّنا ننتظر إعلان المعارضة عن اسم مرشحها، قبل أن نجتمع ونتفق. ولكن ما يُريحنا أنه بإمكاننا الاقتراع لمصلحة فرنجية بعد تأكيد المملكة أنها تقف على الحياد ولا تُمانع انتخابه».