كوزو أكاموتو واحد من الأبطال الذين جاؤوا من خلال الجيش الأحمر الياباني ليساهم معنا في النضال ضد العدو الصهيوني والامبريالية الأميركية. هو يعتقد، كما رفاقه، أنهم حين يقاتلون في موقع ضد الصهاينة والامبرياليين معنى ذلك أنهم يقاومون كل الامبرياليين في العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية.

جاء مع رفاقه وهو يمني النفس بالمشاركة في عملية في داخل فلسطين كي يستشهد على أرض فلسطين. كان كوزو طالباً جامعياً كما رفيقيه باسم وصلاح اللذين سبقاه إلى لبنان، وكان باسم يتحدث اللغة العربية فيما لم يكن كوزو يتحدث إلا اليابانية، لذا كان يحتاج للترجمة خلال التدريب للعملية. وكنت أجلس معهم للحديث في السياسة والمعنى السياسي للعملية التي أبلغناهم أنهم سيشاركون فيها. وفي نفس الوقت كنت أدّربهم على استعمال الأسلحة. وكان كوزو من الشباب المتطلعين بلهفة للمشاركة في العملية ولم نكن نتوقع أن يعود سالماً لأن العملية بحد ذاتها في مطار اللد فكنّا نتوقع أنهم سيستشهدون جميعاً والعملية بطبيعتها كانت عملية استشهادية وفي معتقدهم هم كانوا مثل الكاميكاز الياباني الذين شاركوا في عمليات استشهادية بطائراتهم. لذلك هم يعتقدون أنهم حين يستشهدون سيتحولون نجوماً في السماء. وفي جامعتهم في اليابان هناك لوحة كبيرة عليها أسمائهم كشهداء قدموا أرواحهم من أجل فلسطين لأنها قضية عادلة. كوزو جاء معه إيديولوجيا وطقوس، منها أن استشهاد البطل يحوّله نجمة في السماء. بطبيعة الحال علمنا أن كوزو، أو أحمد، كان معزولاً خلال اعتقاله وأنه لم يعترف بشيء خلال التحقيق. لكننا علمنا لاحقاً أن الاحتلال حاول وعمل وللأسف نجح في تدمير خلايا في دماغ كوزو وحين أطلق سراحه في تبادل الأسرى عام 1985، عرض على لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف حيث قال الأطباء أنه من الصعب إعادة تأهيله حيث دمّرت خلايا الذاكرة في دماغه خلال التعذيب. كوزو أوكاموتو سيبقى بطلاً من أبطال فلسطين واليابان. ونحن نعتبر أن هذا الشاب بطل لأنه قدم سنوات حياته لأجل قضيته، وهو كان حزيناً لأنه لم يستشهد، بل اعتقل لمدة عشر سنوات في العزل الانفرادي ما أدى إلى تحوّله إلى شخص منعزل طيلة الوقت. لكنه اليوم أفضل بفضل إحاطة رفاقه به، وهو لم يزل بيننا يبتسم لمن يقابلهم ويشارك في مناسبات وطنية وخاصة، ولو أن مستوى استيعابه لم يعد كما كان قبل اعتقاله. وطالما هو بيننا نحميه برموش العين. وفي عيد ميلاده، نؤكد أن كوزو سيبقى بطلاً من أبطال فلسطين ونجمة حيّة في سماء الأحرار حول العالم.

* عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين