كلّما رحل شهيد، ترك غصّة في قلوب محبّيه، من أهل وأصدقاء وكلّ من عرفه. وكلّما انقضت الأعوام، يشعر من بقي حياً بثقل الدين الذي بات يحمله. يهوّن الشهداء الأمر بترك وصاياهم التي تؤكد صوابَ هذا الخيار والاقتناع به. يدعون إلى عدم الحزن، مستسلمين أمام عدسات الكاميرات، أو فاتحين قلوبَهم على أوراق بيض. تراهم يبتسمون، ويمزحون، ويخاطبون أهاليهم وأصدقاءهم وكلّ من تعنيهم القضية التي من أجلها اختاروا الشهادة. لكن هل يهون الأمر فعلاً؟
صور الشهداء، حركات أيديهم، انفعالاتهم وعباراتهم التي ردّدوها وهم يدركون أنّها ستكون أكثر ما سيستعاد من سيرتهم، كلّها أمور تثير مشاعرَ يصعب وصفها. لا ينفع معها إلا القول بأنّ دماء الذين حرّروا الأرض تبقى ديناً... قد يفي إحياء يوم الشهيد بعضاً منه
صور الشهداء، حركات أيديهم، انفعالاتهم وعباراتهم التي ردّدوها وهم يدركون أنّها ستكون أكثر ما سيستعاد من سيرتهم، كلّها أمور تثير مشاعرَ يصعب وصفها. لا ينفع معها إلا القول بأنّ دماء الذين حرّروا الأرض تبقى ديناً... قد يفي إحياء يوم الشهيد بعضاً منه