لم تعد تجربة «كهرباء زحلة» النموذج الذي يرغب الجميع باعتماده، بعدما غزاها نظام التقنين في ظلّ ارتفاع لافت في فواتيرها قارب المليون ليرة عن كلّ منزل. حتى الحركة الاعتراضية التي حاول عدد من الشبّان التحضير لها نهاية الشهر الجاري، خفتت أصداؤها خوفاً من الحرمان من الكهرباء. بعيداً عن حركة الاعتراض، لجأ سكان زحلة إلى حلول أخرى لتدارك فواتير كهرباء خيالية مرتقبة نهاية الشهر. أبو حسين لجأ مع أبنائه إلى الطاقة الشمسية «صحيح أن أسعارها مرتفعة لكنها تُدفع مرة واحدة في العمر».
أما شهرزاد شداد فتعمل على تقنين منزلي خاص بها عبر ملاحقة أبنائها لإطفاء الأنوار والتخلي عن كيّ الثياب، كما اعتمدت في تسخين المياه للاستحمام على حلّة كبيرة تشعل تحتها الحطب بدل تسخين المياه عبر السخّان الكهربائي. وهي توقف نهاراً محوّل الكهرباء مكتفية بالإضاءة ليلاً، فيما تبقي ثلاجتها فارغة من اللحوم لذا «لا خوف عليها ولا من يحزنون».
أما من لم يستطع ضبط حركة الكهرباء في منزله، فبات يكتفي بالتهليل للكهرباء عند انقطاعها أحياناً، فضلاً عن ساعات التقنين المعتمدة، «لعلّ التقنين الإضافي يخفّض وطأة الفواتير المرتفعة» يقول أحدهم.
يعيد نائب المدير العام لشركة كهرباء زحلة، ناجي جريصاتي سبب ارتفاع الفواتير إلى ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان ولا سيما مادة المازوت «فقد وصلت صفيحة المازوت إلى 26 دولاراً ، بعدما كانت في شهر كانون الثاني 11 دولاراً». ويوضح أن الشركة «تحتاج إلى ما يقارب الـ5 ملايين ليتر من مادة المازوت شهرياً، وتتغيّر هذه النسبة حسب الاستهلاك الموسمي وكمية التغذية من مؤسسة كهرباء لبنان، ووفق نظام التقنين المعتمد».
إلى ارتفاع سعر صفيحة المازوت وسعر الصرف، هناك التعرفة التي تصدر عن وزارة الطاقة والمياه «وصلت تعرفة كهرباء زحلة لشهر أيار إلى 11.962 ليرة بعدما كانت في الأشهر الأولى من السنة لا تتجاوز السبعة آلاف ليرة للكيلوواط الواحد. هذه التعرفة مرشّحة للارتفاع في الأشهر المقبلة وذلك حسب ما يصدر عن وزارة الطاقة. فيما تبلغ تعرفة المولّدات لشهر أيار 13.825، وفي الأشهر الماضية لم تقلّ عن السبعة آلاف ليرة لبنانية».
لذا يرى جريصاتي أن «فاتورة كهرباء زحلة منخفضة نسبياً إذا ما قورنت بالفواتير الخيالية للمولّدات وتقنينها الأصعب، كما تُعدّ نعمة ورحمة أمام تقنين كهرباء لبنان التي تنقطع لأيام أحياناً، بينما تقنين كهرباء زحلة لا يتجاوز السبع ساعات في اليوم». وإن لفت إلى احتمال «رفع ساعات التقنين والفواتير في الأشهر المقبلة، في حال استمرار ارتفاع سعر التعرفة وصفيحة المازوت».
تفكر الشركة باستبدال بعض مولّداتها الخاصة بألواح من الطاقة الشمسية


ويشدد جريصاتي على أهميّة الطاقة البديلة لما تؤمّنه من استفادة من موارد الطبيعة، كاشفاً عن مشروع لدى شركة كهرباء زحلة لاستبدال بعض مولّداتها الخاصة بألواح من الطاقة الشمسية «لكنها تواجه معضلة في تحقيق هذا الهدف بسبب مدّة العقد الموقّع عليه من قبل الحكومة اللبنانية، والذي يتم تجديده كلّ سنتين، بينما الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية يحتاج إلى عقد تشغيلي لا يقلّ عن 10 سنوات بالحدّ الأدنى لاقتراض ما يقارب الـ2 مليون دولار واستمداد ألواح الطاقة وتشغيلها بهدف وصول الكهرباء إلى المواطن بسعر منخفض مع هامش ربحي مدروس للشركة».