منذ صباح اليوم والأفران في طرابلس والشّمال تشهد ازدحاماً كبيراً من قبل المواطنين من أجل شراء أكبر كمية ممكنة من ربطات الخبز خشية انقطاعها من الأسواق، بعدما أعلن نقيب أصحاب الأفران في لبنان، علي إبراهيم، أنّ اليوم «هو آخر يوم لصناعة الخبز في حال لم تؤمّن الاعتمادات لدعم القمح الموجود في البواخر».
حالةٌ من الهلع والقلق سادت بين المواطنين الذي سارعوا إلى الأفران والسوبرماركت ومحال السمانة لتأمين الخبز، وشهدت الأفران عودة لمشهد الطوابير أمامها، في حين أغلق بعض الأفران أبوابه بعدما نفد المخزون من الطحين في أعقاب مضيّ أيّام على عدم تسلّم أيّ حصّة منه.

هذه الأزمة دفعت الأفران التي بقيت تعمل اليوم في المدينة وجوارها إلى الامتناع من بيع أكثر من 5 ربطات لكلّ زبون، ما أدّى إلى نشوب مشادات بعدما طلب مواطن شراء 20 ربطة خبز دفعة واحدة وامتناع صاحب الفرن عن تلبية مطلبه، الأمر الذي دفع مواطنين إلى القيام بجولة على بعض الأفران، استغرقت وقتاً طويلاً، من أجل شراء عدّة ربطات من كلّ فرن وتخزينها، تحسباً لانقطاع الخبز في الأيّام المقبلة إذا استمرت الأزمة على حالها، ولم يتمّ إيجاد حلّ لها.

صاحب أفران «الأمان»، خالد الغوراني، أوضح إلى «الأخبار» أنّه «إذا لم يتم حلّ الأزمة وإعادة فتح المطاحن أبوابها، فإننا مقبلون على أزمة خبز كبيرة»، لافتاً إلى أنّه «مرّ علينا أسبوع من غير أن نتسلّم حصّتنا من الطحين الذي قارب على النفاد من مخازننا، والذي بالكاد يكفينا لأن نعمل هذا اليوم فقط»، موضحاً أنّ «بعض الأفران أغلقت أبوابها لأنّه لم يبقَ عندها أيّ مخزون من الطحين في مخازنها».
الأخبار()


وأبدى الغوراني مخاوفه من أن «تكون الأزمة مقدّمة لرفع الدعم عن الطحين مثلما جرى رفع الدعم عن المحروقات»، كاشفاً أنّ «ربطة الخبز تكلّفنا دولاراً واحداً، وإذا رُفع الدعم عن الطحين فإنّ ربطة الخبز سيصبح سعرها مرتبطاً بسعر صرف الدولار في السّوق السّوداء، أيّ 24 ألف ليرة وفق سعر الصرف الحالي».

وإلى جانب الأفران، فإنّ العديد من محال بيع المناقيش والمعجّنات توقفت كليّاً عن العمل في طرابلس منذ يوم أمس، بعدما تعذّر عليها تأمين كميات الطحين المطلوبة كي تستمرّ في عملها كالمعتاد، وخصوصاً تلك التي تعمل خلال شهر رمضان بعد فترة الإفطار وطوال الليل حتى فترة السّحور، حيث تشهد عادة ازدحاماً للزبائن، وارتفاعاً في حركة خدمة التوصيل للمنازل خلال شهر الصّوم.