أقلّ من أربع وعشرين ساعة، تفصل رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن إعلانه «الموقف الأهم» في تاريخه السياسي الذي انطلق بعد اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، في 14 شباط 2005. الموقف المنتظر، رسم الحريري سقفه اليوم أمام مناصرين له توافدوا إلى بيت الوسط، بقوله إن هذا البيت «ما رح يتسكّر»، من دون كشفه مزيداً من التفاصيل، التي ستحمل الموقف من المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة ومصير تيار المستقبل، تاركاً الكشف عنها لخطابه المرتقب غداً الإثنين، في بيت الوسط، أمام نوابه وقيادة تياره السياسي.
ولأن انعكاسات عدم مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات المقبلة، لا تتوقف على الحريري فقط، وإنما على حلفائه التقليديين والمشهد السياسي برمّته، لم يكتفِ زعيم المستقبل بلقاء كتلته النيابية وأركان تياره السياسي فحسب، إذ التقى في عين التينة اليوم، رئيس مجلس النواب، نبيه بري، على مدى ساعة ونصف ساعة، ليغادر بعدها مقرّ الرئاسة الثانية من دون الإدلاء بتصريح. وهو كان قد استقبل أمس في بيت الوسط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، ونجله رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي»، النائب تيمور جنبلاط.

وكان الحريري قد التقى بعد وصوله إلى لبنان، أول من أمس، رئيس الحكومة نجيب مقياتي، في السراي الحكومي، ومفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى.

ومنذ أمس، يعبّر مناصرون للحريري عن رفضهم عدم مشاركته في الانتخابات المقبلة. وقد أمّت اليوم حشود من مناطق عدّة بيت الوسط. وخرج الحريري إلى المحتشدين أمام منزله، وتوجه لهم بالقول: «أنا أعلم أن هذه الأيام صعبة، ولكن هذا البيت سيبقى مفتوحاً لكم ولكل اللبنانيين. رفيق الحريري لم يستشهد لكي نغلق بيتنا (...) أنا اليوم سمعتكم وأريد منكم أن تستمعوا إليّ غداً، لأني سأعود وأؤكد لكم أن هذا البيت لن يُغلق».