يبدو أنّ انعقاد مجلس الوزراء، مجدّداً، ما زالت أمامه عقبات كثيرة، يرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّها تنحصر بـ«الظروف الحالية المتشنّجة» وغياب «الحدّ الأدنى من التفاهم»، مخالفاً بذلك دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى التئام المجلس حتّى لو قاطعه وزراء حزب الله وحركة أمل.
ورغم أنّ عون يرفض تمرير «الموافقات الاستثنائية» بوجود حكومة أصيلة، يؤكد ميقاتي أنّ «العمل الحكومي مستمرّ عبر الاجتماعات الوزارية التي نعقدها أو عبر الوزارات والإدارات المختصة»، ويستدرك بالقول إنّ «عدم انعقاد مجلس الوزراء يشكّل ثغرة أساسية نعمل على معالجتها بهدوء وروية لجمع الشمل الحكومي من جديد، بعيداً عن الخطوات المجتزأَة، لأنّ الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء، في الظروف الحالية المتشنّجة، ومن دون تأمين الحد الأدنى من التفاهم ستكون كمن يؤجّج الخلاف، ما يؤدي إلى تفاقم الأمور وتصبح أكثر تعقيداً».

ميقاتي، وخلال رعايته الاجتماع الثاني للجنة التسييرية الوطنية لتنفيذ الخطة الوطنية لتطبيق القرار الأممي الرقم 1325 حول المرأة والسلام والأمن، اعتبر أنّ الوقت لم يعد «مناسباً للتعطيل أو المكابرة أو فرض الشروط والشروط المضادّة فيما مستويات الانهيار تتطلّب تضافر كلّ الجهود للمعالجة»، ورأى أنّ «المطلوب من الجميع التخلي عن اعتبار الحكومة متراساً للكباش السياسي الذي لا طائل منه».

ولفت إلى أنّ «أمامنا الكثير من العمل المطلوب، وبشكل أساس لاستكمال إنجاز خطوات الإنقاذ المطلوبة، بقرارات يتخذها مجلس الوزراء مجتمعاً، إضافة إلى قرارارت إدارية ملحّة لتسيير عجلة الإدارة، ولو بالحدّ الأدنى الممكن، ومساعدة الموظفين على مواجهة الضغوط المعيشية والاجتماعية التي ترهقهم».

ولم يفت ميقاتي، كما اعتاد أن يفعل أخيراً في كلّ مناسبة، أن يطمئن الدول الخليجية إلى أنّ لبنان متمسّك «بعمقه العربي وبعلاقته الوطيدة بالدول العربية الشقيقة ولا سيّما دول الخليج العربي».

ميقاتي، الذي رضخ لأوامر البحرين، أمس، بطرد أعضاء «جمعية الوفاق» المعارضة، بعد عقدهم مؤتمراً صحافياً أثار سخط سلطات بلادهم، ادّعى في تصريحه اليوم أنّ «لبنان متمسّك بحرية التعبير»، وقال، مناقضاً نفسه، إنّه «لن يكون منبراً ومعبراً للإساءة إلى أيّ دولة عربية أو التدخل في شؤونها»، معتبراً أنّ «المزايدات في هذا الإطار لا يمكنها أن تحجب الحقيقة وهي أنّ العمق العربي للبنان يشكل بالدرجة الأولى المتنفّس الحقيقي والمدخل للخروج من الأزمات التي يمرّ بها».