زاد تلوّث الهواء 300 % أخيراً بسبب تشغيل المولّدات ساعات طويلة
«الوضع كارثي» تقول صليبا لـ«الأخبار»، إذ إن «لا خيار أمامنا... سنُصاب بالسرطان»، لافتة إلى أن تركيب «فلاتر» للمولّدات لضبط الانبعاثات السامة التي تصدرها يخفّف من تركيزها ولا يلغيها. ولكن، «على الأقل ليطبقوا القانون».
ويؤكّد خبراء أن التلوّث لا ينجم فقط عن المولّدات الصغيرة، كما يعتقد كثيرون، إذ إن كاتم الصوت الذي تُزوّد به المولّدات الكبيرة يوحي بأنها تؤدي إلى تقليل الانبعاثات، فيما الحقيقة أنه كلما زادت قوة المولد الكهربائي زادت انبعاثاته ومخاطره على الصحة والبيئة. ويؤكّد أحد تجار المولّدات لـ«الأخبار» أن كل مولّد بقوة تبدأ من 13 Kva إلى أقصى قوة (500 kva)، «يحتاج إلى تعديلات تساوي سعره على الأقل ليكون صديقاً للبيئة»، مشيراً إلى أن «الفلاتر تخفّف من انبعاث الشحبار والروائح من دون أن تلغيها».
ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن تلوّث الهواء «قاتلٌ صامت» يتسبب بنحو 4.2 ملايين وفاة في السنة. وكانت دراسة أخرى للجامعة الأميركية في بيروت، عام 2012، حول نوعية الهواء في منطقة الحمراء، كشفت أن تشغيل مولّدات المازوت لمدة 3 ساعات فقط يومياً يزيد بنسبة 38 في المئة تعرُّض السكان لملوّثات خطيرة في الهواء مثل ثاني أوكسيد النيتروجين، وبمعدل أعلى بنسبة 50 في المئة من الحدود التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية واعتبرتها آمنة. كما أن أكثر من 96 في المئة من سكان العاصمة معرّضون لتنشق أكثر من 40 ميكروغراماً في المتر المكعب الواحد من الغازات الملوّثة على مدار السنة، ما يتخطى بأشواط الحد الآمن للتلوث الذي وضعته وكالة حماية البيئة الأميركية، وهو 12 ميكروغراماً لكل متر مكعب.
الدراسة تطرّقت أيضاً إلى الانعكاسات الاقتصادية للاستعانة بمولّدات المازوت لمعالجة أزمة الكهرباء، وحثّت على إيجاد حل للتعثّر الذي تعانيه مؤسسة كهرباء لبنان في تأمين التيار، «وهذا أكثر فائدة وأقل كلفة في المدى الطويل، في ضوء الكلفة الباهظة التي يتكبّدها لبنان نتيجة هذا التعثّر على صعيد الخسائر البشرية والاقتصادية». لذلك، فإن التوصية الأولى للدراسة حول الإجراءات التي من شأنها تخفيف تأثير تلوّث الهواء في لبنان على الصحة، هي «إنتاج الكهرباء عبر شبكة عامة بدلاً من بحث الأفراد عن حلول خاصة، يبقى معها التلوّث أقل بكثير من وجود المولدات الكهربائية بين المباني السكنية»، و«اعتماد مصادر الطاقة المتجددة والصديقة للبيئة». وعلى الصعيد الفردي، أوصت «الأشخاص الذين يقيمون على مقربة من مولّدات المازوت بإبقاء النوافذ مغلقة، وتشغيل المكيّفات، وفحص فلاتر المكيّفات بصورة منتظمة وتنظيفها عند الاقتضاء، فضلاً عن أهمية الانتقال الى الجبال والطبيعة لتخفيف حدة التلوّث وأضراره».
انتعاش سوق «الموتورات»
تعمل في لبنان نحو 15 إلى 20 شركة في تجارة المولّدات الكهربائية، حقّقت الصيف الماضي أرباحاً ضخمة نتيجة ارتفاع الطلب على المولّدات التي تعتمد غالباً على الديزل السائل من مختلف الأحجام، خصوصاً مع قدوم المغتربين صيفاً. وسُجّلت زيادة كبيرة في الطلب على المولّدات الصغيرة بقوة 3kva إلى 5kva التي تتميز بصوتها الهادر وتُستخدم خصوصاً في المحالّ الصغيرة والمتوسطة من متاجر وملاحم وصالونات حلاقة، وتراوح أسعارها بين 700 إلى 1500 دولار. أما المولّدات بقوة 13- 15- 20- 30- 45 kva فزادت مبيعاتها بنسبة 20 في المئة بحسب أحد التجار، وأغلبها يُستخدم في البيوت والفيلات، وتراوح أسعارها بين 6 آلاف دولار و 10 آلاف. نسبة الزيادة نفسها شهدتها مبيعات المولدات بقوة 60- 80- 100- 150- 200 kva المخصّصة للمباني والمؤسسات التجارية والمحالّ الكبيرة. أما المولّدات من فئة 350 kva إلى 500 kva التي يشتريها عادة أصحاب مولّدات الاشتراك فلم تشهد زيادة في الطلب.