في السياق نفسه، من المنتظر أن يعقد الحزب الشيوعي اللبناني اجتماعاً في صور اليوم، لتقييم الأداء. الشيوعيون ومن خلفهم من يسار ومستقلين ووطنيين وضعوا نصب أعينهم صعوبة تحقيق الفوز بمواجهة مرشح حزب الله وحركة أمل. لكن لم يخطر ببالهم أنهم لن يستمروا بالمعركة في الأساس، بعد الانسحاب المفاجئ لمرشحتهم دينا حلاوي يوم الأربعاء الفائت، قبل ساعات من إقفال باب الرجوع عن الترشيحات، الأمر الذي جعل من المستحيل ترشيح بديل منها بعدما كان باب تقديم الترشيحات قد أقفل قبل خمسة أيام. ويوم أمس، صدر بيان باسم «حملة صور ــــ الزهراني معاً» يشرح فيه حيثيات انتهاء المعركة.
«صور ــ الزهراني معاً»: الظروف الأمنية أخذت المزاج الشعبي وصعّبت شروط المنازلة
وجاء فيه: «انطلاقاً من حق المواطنين برفع الصوت في وجه ما آلت ألية سياسة قوى السلطة (...) خضنا نحن القوى المدنية المعارضة في منطقة صور، حواراً في شأن الاستحقاق الانتخابي واتفقنا على ضرورة رفع صوت المواطن. ووسط هذا، واجهتنا الظروف الأمنية التي أخذت المزاج الشعبي والوطني، ما صعّب شروط المنازلة الديموقراطية واستعداداتها. ورفضاً لقسمة أن من ينازل مرشح حزب الله وينافسه ديموقراطياً، يواجه المقاومة، آثر قسم منا الانسحاب». لكن البيان تبنى الانسحاب، إذ قال: «وإذ نعلن انسحابنا من الانتخابات الفرعية في صور، نؤكد استمرارنا في موقعنا ونهجنا. ونتعهد العمل أكثر لتوحيد الأصوات المعارضة وتوسيع أطرنا وتنظيمها على نحو ديموقراطي تشاركي. ونتعهد العمل سياسياً واجتماعياً وثقافياً بين المواطنين ومن أجل تقدم منطقتنا ولبناننا، ولبناء دولتنا واقتصادنا، وفي سبيل المواطن وحقوقه وكرامته». وكانت «صور ــــ الزهراني معاً» قد خاضت الانتخابات النيابية عام 2018 في دائرة الزهراني ــــ صور مدعومة من الحزب الشيوعي ورياض الأسعد ومستقلين.
إشارة إلى أن حلاوي أعلنت انسحابها عبر منشور على صفحتها على «فايسبوك»، من دون أن تطلع جميع الأطراف التي رشحتها على قرارها مسبقاً. وجاء انسحابها بناءً على «رغبة عائلتي» كما قالت، بعد الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية وسوريا وردّ المقاومة بعملية «أفيفيم».