«لو لم يصدر عن القمة إلا الفقرة المتعلقة بدعم النازحين مادياً في بلدهم، لكان ذلك كافياً للقول إن لبنان حقّق مبتغاه من القمة العربية التنموية» التي أنهت أعمالها أمس، بحسب مصادر دبلوماسية لبنانية، إذ «نجح لبنان في تثبيت مفهوم سياسي جديد في ملف النازحين، جوهره تشجيع عودتهم عبر مساعدتهم في بلدانهم بدل الاكتفاء بالمساعدات الدولية في البلدان التي نزحوا إليها. وهذه المرة الأولى التي نتمكّن فيها من تحقيق ذلك». ووصفت المصادر الأمر بأنه «أول لغة سياسية، وحتى قانونية، مشتركة بين الدول العربية في موضوع تحفيز النازحين على العودة بدعمهم مالياً، وهي سابقة سيبني عليها لبنان في القمّة العربية ـــ الأوروبية التي ستُعقد نهاية الشهر المقبل في مصر، وفي غيرها من الاجتماعات الدولية المتعلقة بالنازحين».المصادر أوضحت أن الجهود المكثفة التي أجراها لبنان أسهمت في تليين المواقف العربية التي أبدت تصلّباً غير مفهوم في اجتماعات الجمعة الماضي، إذ إن المندوب السعودي اعترض على التطرق إلى موضوع النازحين في القمة والاشارة اليه في البيان الختامي، وأصرّ وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على وصف أي عودة للنازحين بـ«الطوعية»، ودعمه في ذلك وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي أشار إلى «أننا لا يمكن أن نعتمد صيغة لعودة النازحين غير مقبولة دولياً»، فيما اقترح الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط «ترك الأمر لقمة تونس». لكن موقف لبنان، الذي عبّر عنه وزير الخارجية جبران باسيل، كان «حاسماً بعدم إمكان أن تعقد قمة عربية في بيروت ولا تتطرق إلى ملف النازحين الذي يثقل على لبنان». كما شدّد على رفض إعطاء صفة «الطوعية» للعودة، «وهذا أمر يستحيل أن نقبل به». وقد أدّت المفاوضات إلى اعتماد الموقف اللبناني في «إعلان بيروت»، بمناشدة «الدول المانحة الاضطلاع بدورها في تحمل أعباء أزمة النزوح واللجوء والتحديات الإنمائية من خلال تنفيذ تعهداتها المالية، وتقديم المساعدات للنازحين واللاجئين في أوطانهم تحفيزاً لهم على العودة»، متحاشياً ذكر كلمة «الطوعية» التي يرفضها لبنان.