حزب الله: لسنا في وارد استخدام أحد، والذين يتحركون لا ينتظرون إيعازاً منا
ففي تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ يصرّ مسؤولون على ربط التحرك بالوضع السياسي الراهن، وتفسيره على أنه رسائل موجهة إلى كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري. وتربط هذه الأوساط التحرك في الشارع بالمفاوضات المتوقفة بشأن تشكيل الحكومة والثلث المعطّل وتفاصيل أخرى. والغريب أن هذه الأوساط تلمّح إلى وقوف حزب الله وراء هذه التحركات، بهدف الإمساك بالشارع، وهي تهمة يرفضها الحزب، مؤكداً أن «من يعتقد ذلك، لا يقرأ شيئاً في السياسة». فحزب الله «ليس في وارد استخدام أحد، كما أن الذين يتحركون لا ينتظرون إيعازاً من الحزب». وفيما تكتفي حركة أمل بتأكيد أن «التظاهر حق لأي مواطن ولا يُمكن منع أي جهة تقرر التحرك»، تعتبر مصادر سياسية أن «أحزاب التسوية لا ترى نفسها معنية بالتظاهرات، لكنها تنتظر لتحدد حجم الحراك، بعدَ أن أفرزت الانتخابات النيابية الأخيرة الأحجام الفعلية للأحزاب». وفي هذا الصدد استغربت المصادر «بيان المطارنة الموارنة الأخير الذي لأول مرّة في التاريخ يؤكّد تفهّم نزول الناس إلى الشارع، وكأنه يحثهم على التظاهر. وهذا الأمر لم يحصل ولا حتى في عزّ الانقسام بين فريقي 8 و14 آذار».بمعزل عن الاتهامات والردود، لا بدّ من التوقف عند التعاطي البارد للسلطة مع هذا التحرك. وهو الذي يأتي في لحظة داخلية حسّاسة جداً. فالقمة الاقتصادية ومشكلة الوفد الليبي والعلاقة مع سوريا، وبينهما تعثّر تأليف الحكومة، كلها ملفات تشغل بال السياسيين أكثر من «تحرك قد يكون محدوداً في شكله وحجمه ولن يؤثر عليها» حسب ما تعتقد القوى السياسية!