تونس | بعد ستة أيام تنقّل فيها بين عدد من المدن التونسية، يختتم مرسيل خليفة جولته الفنية في بلد محمد البوعزيزي. مساء اليوم، يقف الفنان اللبناني على منصة «مهرجان بنزرت الدولي»، ليصافح جمهور المدينة المتوسطية، بعدما صافح الجماهير التونسية في عدد من مهرجانات الصيف، من بينها «مهرجان قرطاج الدولي»، و«مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية»، و«مهرجان ربيع سبيطلة الدولي»، و«المهرجان الصيفي في سيدي بوزيد» الذي رفعت فيه لافتات تنادي بإطلاق سراح المعتقل اللبناني في فرنسا جورج إبراهيم عبدالله. خليفة الذي يحتلّ مكانةً كبيرة في الذاكرة التونسية منذ أن تعرّف إليه الجمهور في مهرجانات صيف ١٩٨١، جاء إلى تونس برفقة 16 عازفاً، ومعهم الفنانة اللبنانية أميمة الخليل التي عشق الجمهور هنا صوتها الملائكي وحضورها الساحر على خشبة المسرح. قدمت الخليل أغنية «محمد» مع خليفة، وهي عمل جديد (من ألحان الموسيقي اللبناني) مهدى إلى ملهم الثورة التونسية محمد البوعزيزي، وقدمت كذلك عدداً من أعمال مرسيل الشهيرة.
صاحب «كونشرتو الشرق» غنى من ألبومه الجديد «سقوط القمر» الذي يستند فيه إلى قصائد محمود درويش، كما قال في المؤتمر الصحافي الذي عقده قبل انطلاق جولته التونسية. هذه الجولة تؤكد عمق العلاقة التي تجمع خليفة بشعب حرّ يخلص للحياة الكريمة. كان لقاءً جديداً ومؤثراً جمع صاحب «أحمد العربي» بجمهوره بعد حفلته ما قبل الأخيرة في «قرطاج» (2007) التي حضرها محمود درويش قبل عام من رحيله. أزعجت تلك الحفلة السلطة المخلوعة؛ لأنّ صاحب «جدل» طالب حينها بإخلاء السجون وتحرير مساجين الرأي من القيود في كل الوطن العربي... وقد كرر مرسيل في حفلته الأخيرة في «قرطاج» النداء نفسه في حضور 10 آلاف من عشاقه.
قبل أن يصل إلى بلد الطاهر الحداد، قال خليفة في رسالة وجّهها إلى الشعب التونسي: «نأتي إليكم رغبة في اكتشاف ذواتنا التي تجمعنا بكم يا شعب تونس الحي النابض الحر (…). لن أنسى دفاع الشعب التونسي منذ اللقاء الأول عن المشروع الإبداعي الملتزم قضايا الخبز والورد، حيث دفعنا إلى تطوير لغتنا وحمايتها من التكرار والإرهاق، ولقد تم ذلك بثقة متبادلة وبعلاقة متميزة مع تجدد الذائقة والعصر والزمن». حضور مرسيل خليفة إلى تونس، جاء بناءً على الاتفاق الذي أبرمته معه وزارة الثقافة على غير ما جرت العادة... وقد تجاوب الموسيقي اللبناني مع خيار الوزارة هذا الذي أتاح لجماهير «المناطق المحرومة» مثل سيدي بوزيد وسبيطلة، فرصة لقاء صاحب «سلام عليك». مع انتهاء أمسية اليوم، يودّع مرسيل تونس، ليبقى الجمهور على أمل اللقاء به في مهرجانات الصيف القادمة.